تكشف دراسة جديدة عن مدى تأثير الأمومة على قدرة المرأة على إطلاق الأعمال التجارية، وخاصة عندما يكون أطفالها صغارًا .
الدراسة
تكشف دراسة حديثة أجرتها فالنتينا روتيجليانو من كلية فانكوفر للإقتصاد نُشرت في شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية أن الأمومة تقلل بشكل كبير من فرص المرأة في بدء عمل تجاري – وإذا كانت تدير عملاً تجاريًا بالفعل، فقد تؤدي الأمومة إلى تقليص الأرباح .
قام البحث بتحليل ما يقارب من 1000 أم ووجد أن :
- قلة احتمالية قيام النساء ببدء عمل تجاري في العام الذي يلدن فيه بنسبة 42%.
- تشهد الشركات التي تقودها النساء انخفاضًا في الأرباح بنسبة (21%) والأصول (17%) والمبيعات (21%) في السنوات الخمس التي تلي الولادة .
- الفجوة بين الجنسين في المبيعات والأرباح في مجال ريادة الأعمال، ما يقارب من نصف هذه الفجوة يعود إلى الأمومة ، وفي الوقت نفسه، يواصل الآباء استمرار أعمالهم مع إحداث تأثيرات طفيفة فقط .
لماذا هذا مهم ؟
من المعروف أن 2% فقط من إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري تذهب إلى النساء . وإذا أردنا حل المشكلة التي تواجهها مؤسسات الأعمال من النساء، فيتعين علينا أن نركز على الدور الذي تلعبه الأمومة .
الولايات المتحدة لديها مشكلة كبيرة فيما يتعلق بأمان الأمومة، على عكس كندا (حيث أجريت هذه الدراسة)، لا توجد إجازة أبوية مدفوعة الأجر على مستوى العالم، ورعاية الأطفال بأسعار معقولة نادرة،
بالنسبة للأمهات، يعني هذا تحمل العبء المزدوج المتمثل في رعاية الأطفال وريادة الأعمال دون الكثير من الدعم ، حيث أن شريكها لا يستطيع أخذ إجازة أبوّة و مساعدتها، مع ذلك تجد ارتفاع في أسعار دور الرعاية، إنه عبء لا تستطيع الكثير من النساء (حرفيًا) تحمله .
إن هذا ليس سيئاً بالنسبة للأمهات فحسب، بل إنه سيئ بالنسبة للإقتصاد أيضاً، فعندما تعجز الأمهات عن تأسيس شركات أو الحفاظ على بقائها، فإننا نخسر ابتكاراتهن وأفكارهن ومساهماتهن الاقتصادية. ولنكن واقعيين، كانت رائدات الأعمال قوة دافعة للتغيير الاجتماعي من خلال بناء شركات تلبي احتياجات المجتمع الحقيقية (لأنهن يعشن هذه الاحتياجات).
ما الذي يساعد ؟
سلطت الدراسة الضوء على عامل حاسم في مساعدة الأمهات صاحبات المشاريع على النجاح :
رعاية الأطفال، وتحديدًا رعاية الأطفال التي توفرها الأسرة، فقد أعطى القرب من الأجداد وخاصة الجدات النساء دفعة كبيرة، مما أدى إلى زيادة معدلات بقاء الأعمال التجارية وربحيتها .
ولكن ليس كل الناس لديهم جدة قريبة (أو متاحة)، والاعتماد على الأسرة وحدها ليس حلاً قابلاً للتطوير، ففي الولايات المتحدة، يؤسفني أن رعاية الأطفال لا تعتبرها قوانين الضرائب “نفقات عمل عادية أو ضرورية “. (تنبيه : رعاية الأطفال أمر عادي وضروري تمامًا لإدارة الأعمال، ويجب اعتبار مقدمي خدمات رعاية الأطفال من تكاليف ممارسة الأعمال).
إذن ما الذي نحتاجه فعليًا لتعزيز أعمال الأمهات ؟
- الوصول الشامل إلى رعاية الأطفال حتى لا تضطر الأمهات إلى الاختيار بين اجتماع تقديمي واستلام أطفالهن من الحضانة .
- إجازة مدفوعة الأجر للوالدين حتى تتمكن الأمهات من التعافي والتواصل مع أطفالهن دون التضحية بأحلامهن .
- خيارات تمويل مرنة للشركات الناشئة التي تقودها النساء، مع الاعتراف بأن رعاية الأطفال وتقديم الرعاية هي تكاليف حقيقية تؤثر على نجاح الأعمال .
الصورة الأكبر
إن الأمومة استثمار تجاري، فعندما ندعم الأمهات سواء من خلال سياسات أفضل، أو شبكات أمان اجتماعي، أو مرونة في مكان العمل فإننا نطلق العنان للإمكانات الاقتصادية، ونعزز الإبداع، ونخلق بيئة أكثر إنصافاً لريادة الأعمال .
تضطر العديد من الأمهات إلى اللعب بأمان لأن بدء عمل تجاري دون شبكة أمان أمر محفوف بالمخاطر بكل بساطة، لقد حان الوقت لتغيير هذا الوضع، إنَّ دعم الأمهات ليس مفيدًا للأسر فحسب؛ بل إنه مفيد للإقتصاد أيضًا، لقد حان الوقت لتسهيل الأمر على الأمهات للمراهنة على أنفسهن والفوز .
المراجع :
MOTHERLY