لا شك أن الأمهات العاملات بارعات في إنجاز مهام متعددة. ولكن، بين تغيير الحفاضات، وترتيب مواعيد اللعب، والتنقل بين المكالمات الهاتفية، تواجه النساء العاملات اليوم صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. لا يقتصر الأمر على مشاركتهن في ركوب السيارات، وطهي العشاء، وإقامة حفلات أعياد ميلاد رائعة تستحق الظهور على بينترست، بل يقضين أيضًا ساعات لا تُحصى في المكتب باحثات عن فرصة للترقي في السلم الوظيفي .
تقول لورينا أرجويلو، أخصائية علاج الزواج والأسرة في كليرمونت، كاليفورنيا : “تُظهر لنا منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وبينترست، بالإضافة إلى البرامج التلفزيونية والأفلام والإعلانات التجارية واللوحات الإعلانية صورة تجعلنا للأسف نُقارن أنفسنا فورًا بقدرة كلٌ منّا على تحقيق كل شيء. ومع ذلك، لا نرى إلا ما تختار الأم نشره، ولا نرى تقلبات الحياة اليومية”.
تحدثنا مؤخرًا مع أمهات عاملات من مختلف نواحي الحياة – كاتبات ومديرات تنفيذيات ومحاسبات – حول نصائحهن المفضلة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. إليكم أهم نقاطهن …
التفويض
كنت أشعر بالذنب الشديد لعدم تواجدي لتنظيم حفلات لأطفالي وأصدقائهم أو لاصطحاب أطفالي من المدرسة فكانوا يستقلون الحافلة .
لكن أحداهن قالت لي : “اسمعي، نحن بحاجة لبعضنا البعض”. بعض الأمهات ينظمن رحلة ميدانية لأنهن يعملن في تنظيم الحفلات، و أمهات أخريات يصممن مداخل ساحرة للحفل لأن لديهن المزيد من الوقت للإبداع من المنزل. قاعدتي الأولى حقًا اجعلي أطفالك يشعرون بالحب لكِ .
كريستين دولارد، 41 عامًا، مديرة العلامة التجارية في يوغاجورنال ، أم لأفيري، 10 سنوات، ولوك، 5 سنوات.
كوني إيجابية
اقطعي صديقاتك اللاتي يستنزفون طاقتك الإيجابية، أعرف أن ذلك صعب، لكن لديك ساعات ودقائق محدودة في كل يوم، فاختيار الاشخاص المحيطين بكِ مهم جداً. اختاري الإيجابيين فقط!
روبين أوبراين، ٤٥ عامًا، مؤلفة كتاب “الحقيقة غير الصحية“الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز ، وأم لليكسى، 17 عامًا، وكولين، 16 عامًا، وجون، 14 عامًا، وتوري، 12 عامًا .
قطع الاتصال
أخصص وقتًا للتركيز على عائلتي وعملي بشكل منفصل. صندوق الوارد لا يفرغ أبدًا، لكنني أحرص على إبعاد جهازي الكمبيوتر وجهاز الآيباد عني حتى لا أميل إلى تصفحهما .
بمجرد أن ينام طفلي، أعود إلى البريد الإلكتروني للتعامل مع أي شيء وصلني منذ مغادرتي أو لأستبق الأحداث لليوم التالي، لكنني أخصص 90 دقيقة كحد أقصى لذلك. من الصعب الانفصال عن العمل، لكن هذه القاعدة تجعلني متوازنة .
جيليان روسكو، 38 عامًا، نائبة الرئيس الأولى للمواهب في آي دي للعلاقات العامة، وأم لويل، 9 أشهر.
احصلي على مساعدة منزلية
لا تُغرقي نفسكِ في الأعمال المنزلية. عليكِ الاستعانة بزوجكِ وجليسات الأطفال وحتى أطفالك اجعليهم يشاركونك في الأعمال المنزلية، أنتِ تُوازنين بين الكثير من المهام، لكن الأعمال المنزلية شيءٌ يُمكن للجميع القيام به!
كولين كيلرز، 36 عامًا، مديرة التسويق الرقمي في مشروع الأم ، وأم لجيرالد، 4 سنوات، ونوح، 3 سنوات، ومادوك، 11 شهرًا.
اطلبي عبر التطبيقات
تطبيقات التوصيل! هي تطبيقات أساسية في جوالك. إنه أمرٌ أساسي، خاصةً إذا كان دوامك يستمر لوقت طويل، أو اطبخي قبل أن تغادري المنزل، لكنني أفضل إبقاء الثلاجة مُجهزة .
ولا يضر إذا اعتمدتي أحيانا على تطبيقات توصيل الطعام حاولي اختيار وجبة صحية واطلبيها لهم من دون تردد .
ميمي داكار بيري، 40 عامًا، نائبة الرئيس والمديرة الإبداعية في سونيا داكار للعناية بالبشرة ، أم لجاكوب، 5 سنوات، وإيلي، 3 سنوات .
اتخذي خيارات
بصفتي أمًا عاملة لطفلين صغيرين، أشعر أحيانًا بوجود حفلة عيد ميلاد في نهاية كل أسبوع. لديّ نظامان لضمان متعة هذا العيد :
أولًا: أشتري الهدايا بكميات كبيرة وأخزنها .
ثانيًا: أتناوب على حفلات أعياد الميلاد مع زوجي. إذا كان لديه عمل، آخذ الأطفال إلى الحفلة، والعكس صحيح. ديزي بارتليت، 45 عامًا، مدربة المشاهير ومؤسسة “أمهات فيلياقة لبدنية“ ، وأم لكروز، 8 سنوات، وروكيت، 3 سنوات .
التخطيط للمستقبل
أحاول العمل لساعات متأخرة من الليل لتعويض الوقت الضائع مستقبلًا. جدولي ليس كالمعتاد من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، لذا أستطيع التكيف مع ذلك والتخطيط وفقًا لذلك .
لديّ مُخطط أستخدمه دائمًا، يُسجل كل شيء، من مُعلقات العمل إلى قائمة مشترياتي. هذا يُساعدني على الحفاظ بروتيني إذا حصل أي عارض!
ميلينا هارفي-ريد، 33 عامًا، محاسبة أولى في مشروع الأم ، وأم لطفلين، لوكاس، 6 سنوات، ولويس، 4 سنوات .
جدولة مواعيد اللعب
طريقتي المُفضّلة لتحقيق التوازن هي تناول الغداء في الخارج مع الأطفال خلال الأسبوع. يُنعشني ذلك لأنه استراحة من العمل حيث يُمكنني رؤية أبنائي. نتحدث عما فعلوه ذلك الصباح أو عن الحديقة التي سنذهب إليها آخر الاسبوع، يعودون إلى العاملة بعد الغداء، لكنني أتركها تأخذ قسطًا من الراحة بينما أقضي وقتًا معهم .
نيكوليت مارتن، 34 عامًا، منسقة موارد بشرية، وأم لكريستوفر، 4 سنوات، وفينسنت، سنة واحدة .
يتفق الخبراء ومنهم أرجويلو على : أن تأخذ الأم وقتًا مستقطعًا لها للعثور على مكان هادئ تشعر فيه بالسعادة .
ختاماً
اعلمي أن التوازن هدف نسعى إليه دائمًا، وقد يبدو صعب المنال، وقد تشمل العوامل رعاية الذات، والأطفال، والزوج، والمحافظة على الأصدقاء، والعمل .
ومن الطبيعي أن نضع رعاية الذات في المرتبة الأخيرة، لكن رعاية أنفسنا هي ما يجعلنا أمهات وزوجات وصديقات وموظفات أفضل .
المرجع :
اترك تعليقاً