الأمومة أكبر ميزة في مسيرتي المهنية

كنت أخشى مما قد تفعله الأمومة بمسيرتي المهنية، لكنها ليست عائقاً، بل هي قوة فطرية.


كنت خائفة جدًا من إنجاب الأطفال لأنني كنت أخشى مما قد تفعله الأمومة بمسيرتي المهنية، لطالما كان لدي أهداف وطموحات، فلقد كنت قلقة جداً وأشعر أن تكوين عائلة سيكون بمثابة قنبلة تُسقط على أحلامي المهنية، مما قد يعيق فرصي في التقدم والتطور، والوصول إلى مستويات النجاح التي أرغب بها بشكل عام .

قلقت بشأن هذا عندما كنت أنا وزوجي نخوض نقاشًا بشأن احتمالية أن أكون حامل، واستمر قلقي خلال الأشهر الثمانية .

وبعد ذلك، قضيت الأسابيع الستة الأولى من حياة طفلي في قلق، كما هو متوقع، لقد حُرمت من النوم بشكل لا يصدق، وكنت منهكة بسبب قلة النوم، فحياتي أصبحت مختلفة تمامًا عن ما كنت أعرفه .

بالكاد استطعت استيعاب أي فكرة تتجاوز عدد المرات التي يرضع فيها طفلي في اليوم أو عدد ساعات النوم التي لم أحظى بها في اليوم السابق .

كنت أتساءل كيف يمكنني أن أصيغ جملة واحدة على ورقة، ناهيك عن كتابة المتطلبات الإستراتيجية التي يتطلبها عملي!

وكان هذا هو الجانب الآخر المسبب للتوتر بالنسبة لعملي .

بالإضافة إلى قلقي بشأن الحالة المتدهورة لذهني بسبب الأمومة، كنت كتلة من القلق وأنا أفكر في بيئة العمل غير الملهمة التي تنتظر عودتي .

لم أصل إلى المستوى القيادي الذي كنت آمل في تحقيقه في هذه المرحلة من حياتي، وكنت أشعر بالاكتئاب وأنا أفكر كيف يمكن أن يحدث ذلك الآن بعد أن أصبحت أمًا .

كيف يمكن أن أكون حاضرة بكامل تركيزي في العمل بينما أفتقد ابني الذي كنت أخطط لإرساله إلى الحضانة ؟
كيف يمكنني تغيير وظيفتي الآن مع وجود الكثير من الأشياء التي يجب الموازنة بينها ؟ كيف سأحصل على ترقية ؟
هذه كانت الأفكار التي تدور في رأسي بشكل متكرر .

لن أعتبر الأمومة عائقًا بعد الآن

قررت أنني لن أنظر للأمومة بعد الآن على أنها عائق، بدلًا من ذلك سأستخدمها كأصل وقوة .

وفقًا لاستطلاع State of Motherhood الذي أجرته Motherly عام 2022، فإن 34% من الأمهات العاملات من جيل الألفية والجيل Z يشعرن بالإحباط عندما يتعلق الأمر بالجمع بين العمل والأمومة، ويقلن إنهن يرغبن في تحقيق الإثنين لكنهن بحاجة إلى ترتيبات جديدة في العمل لجعل ذلك ممكنًا، بينما يعتقد 25% منهن أنه من الممكن الجمع بشكل إبداعي بين الأمومة والمهنة .

حوالي ستة أسابيع بعد الولادة، أجبرت الأمور على التغيير، كنت متعبة من الطاقة العقلية السلبية التي كانت تراودني، فدفعت نفسي للخروج منها بقوة، قررت أن لا أعتبر الأمومة عائقًا بعد الآن، وبدلًا من ذلك، سأستخدمها كميزة .

بدأت بإجراء مقابلات وظيفية، وخلال تلك المقابلات، كنت صريحة وجريئة، أوضحت أنني أبحث عن شركة تمنحني الاستقلالية كمحترفة وتوفر لي مسارًا واضحًا للتقدم نحو القيادة، كما أوضحت أنني شخصية تحب المخاطرة والتحرك بسرعة كأم، لم يكن لدي وقت للمجاملة أو لإنصاف الحقائق .

أعتقد أن طموحي الصادق لاقى استحسان لدى المحاورين، وحصلت على الوظيفة .

الآن، بعد ما يقارب عامًا من عملي في وظيفتي الجديدة، ومع ترقية واحدة في رصيدي، أصبحت أعتمد بشكل كبير على المهارات التي اكتسبتها من الأمومة، أعتبر نفسي محترفة في تعدد المهام وإدارة الوقت، وأستمد ثقتي من التجارب التي خضتها كأم، فالحفاظ على حياة إنسان صغير يمنحك إحساسًا عميقًا بالمسؤولية والثقة بالنفس .

أتحدث بصدق ووضوح، مع علمي بأن الوقت هو بلا شك أغلى ما نملك، كما أنني أعتمد على شعوري الجديد بالقيادة .

والآن وكما هو واضح، أحببت كوني أمًا، لم يكن هذا شيئًا كنت أتخيله لنفسي، ولكنه بلا شك أفضل قرار اتخذته في حياتي، لقد ملأ ابني حياتي بفرح لا ينتهي وأراني مستوى من الحب لم أكن أظن أنه موجود .

ككاتبة، كنت أوجه هذا الإلهام وأستثمره في خوض تجربة جانبية كصحفية مستقلة، أكتب كثيرًا عن الأمومة، لأنها أكثر التجارب إلهامًا وإشباعًا عشتها حتى الآن، ولولا انتقالي إلى مرحلة الأمومة، لست متأكدة مما إذا كنت سأواصل السعي وراء حلمي في أن أصبح كاتبة مشهورة .

حالياً، أفكر في الوقت الذي اكتشفت فيه لأول مرة أنني حامل، كنت مليئة بالقلق والدموع تتدفق على وجهي، أندب ما اعتقدت أنه سيكون نهاية مؤكدة لمسيرتي المهنية .

أفكر في النساء الأخريات اللواتي يتساءلن كيف يمكنهن الموازنة بين الوظيفة والحياة الأسرية، وما إذا كان النظام الذي يعمل ضدهن سيسمح لهن بالتقدم رغم التحديات، فقد يتساءلن أيضًا هل الرغبة في تحقيق مسيرة مهنية إلى جانب بناء عائلة تُعد مطلبًا يفوق الحد المعقول!

ومع لوحة المفاتيح التي بين يدي، أكتب هذه القصة لأنني مررت بهذا الموقف وتعلمت، أن كل شيء يعتمد على منظورنا للأمور .

فالأمومة ليست عائقًا، بل هي قوة فطرية وهبة علينا استثمارها واستغلالها لصالحنا .


المرجع :

MOTHERLY


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *