………….الفصل الأول
رحلة
في معرض الكتاب
از زز
صغيرةٌ في عمرها كبيرةٌ بعقلها وفكرها، جميلةٌ كجمال نورِ الصباح النقيِّ الصافي، ندية كنسيم الربيع، وردةٌ تفتحت أوراقها وفاح عبيرها، تعشق الحياة بروح التحدي والابتكار، ورغم ما مرت به إلا أنها متفائلة مندفعة -وهذه ميزة تميزها- تهوى الجمال .
جوانا ،، مميزة بجمالها الداخلي البسيط ناعمة الملامح، لها وجهٌ مستدير مشرق يميل إلى السمرة، وعينان واسعتان تميزها نظرة جذابة تجمع بين الذكاء والمكر الساحر، لها شعرٌ أسود طويل ناعم ينسدل على كتفيها، غالباً ما تجمعه خلفها ظفيرةٌ مرتبة تُظهِر قوامها المعتدل، دائمة التبسم، وعلى خديها وشفتيها الممتلئتين حمرةٌ طبيعيةٌ تنمُّ على صحتها ونشاطها .
دؤوبة، تعمل ما تحب، لا تعرف لليأس طريقاً، كثيرة التأثر بتقليد من يلفت انتباهها، أو يشعل بريق الشغف الذي بداخلها، تحب التأمل، وتسرح بخيالها في عالمها، تجرب كل ما هو جديد وغير مألوف، والأهم من ذلك لا تخاف من الخطأ؛ لأنها تعلم أنها حتماً ستجد من يأخذ بيدها، ويرعاها ويوجه خطاها، بارعةٌ في طرح المواضيع الملهمة، تفاجئ من حولها بتصرفات لا تتعدى الأدب، وأفكار لا تتجاوز المعقول، تحب معلمتها وتراها قدوة لها، فهي تعرف حبها للقراءة والكتابة منذ نعومة أظفارها .
جوانا، لفتت الانتباه بعبارة لم تنطق بها
” دعوني أبهركم أنا موجودة بكياني وفكري، إحساسي ووجودي “
وفي يوم مفعم بالنشاط قررت إدارة إحدى المدارس الثانوية للطالبات المتميزات بتنظيم برنامج تثقيفي يهدف إلى تكريم وتشجيع المواهب المميزة في الكتابة الإبداعية، باختيار أفضل طالبة متفوقة لهذه السنة الدراسية؛ لزيارة معرض الكتاب في مدينة جدة، وهي ليست مجرد زيارة وحسب، بل فرصةٌ مميزة لها لتتعرف على عالم المعرفة والكتابة، والالتقاء بالمؤلفين والمبدعين، والهدف من البرنامج تعزيز حب القراءة والاطلاع لدى الطالبات وصقل موهبتهن وتشجيعهن على التفوق الدارسي وتنمية مهاراتهن واكتشاف شغفهن بالتعلم والاطلاع، ومعرض الكتاب هو المكان الأنسب لهذه الفئة المميزة .
لذلك طلبت الأستاذة نجاح – مديرة المدرسة – من معلمة اللغة العربية المعلمة نورا لتكون هي المسؤولة عن تكريم الطالبة المتفوقة دراسياً والمتميزة في الكتابة للذهاب لمعرض الكتاب .
كونها المعلمة الملهمة والمعروفة بشغفها بتطوير مهارات الطالبات وتشجيعهن على الابتكار في الكتابة بفضل رؤيتها الثاقبة واهتمامها بهن وتوجيههن نحو العلم والمعرفة، وهي نموذج يحتذى به في التحفيز والإلهام وداعمة صادقة لكل طالبة تسعى للتميز، لأنها تؤمن بأن كل طالبة تمتلك بذرة إبداع تنتظر من يسقيها ويعتني بها لتنمو وتزدهر .
المديرة : أستاذة نورا صباح الخير ! أرجو منك الترتيب لهذه الرحلة؛ لتكريم الطالبة جوانا المرشحة واصطحابها لمعرض الكتاب الخميس القادم .
المعلمة : أستاذة! أنه خبر سار، من دواعي سروري الذهاب مع جوانا، فعلاً هي طالبة متفوقة ومميزة، وتستحق هذا التكريم .
المديرة : جوانا طالبة يحبها الجميع ومجتهدة في دراستها ومبدعة في كتابتها؛ لهذا استحقت هذا التكريم، ورغم صغرها، إلا أنها محبوبة لدى جميع المعلمات والطالبات .
اقتربت المعلمة من جوانا وهي في ساحة المدرسة وعلى وجهها إبتسامةٌ مشرقة تظهر مدى إعجابها وسعادتها بها، وضعت يدها على كتفها، وجوانا في شدة استغراقها في عمل واجباتها .
المعلمة : جوانا ! لدي خبر سار لك!
جوانا : نظرت بكل اهتمام، وما هو ذلك الخبر معلمتي؟
المعلمة : تفوقك دراسياً أصبح لافتاً للإدارة، لذلك كُرِّمْتِ لهذا العام لزيارة معرض الكتاب .
أصيبت جوانا بذهول شديد وسعادة غمرتها جعلت دموعها تسيل على خديها من شدة الفرح، كانت دائمًا تتطلع لهذه الفرصة التي طالما تمنتها .
تابعت المعلمة حديثها قائلة : وبالتأكيد يا جوانا! هذا التكريم بسبب اجتهادك، وحبك للقراءة والكتابة الذي جعلك متميزة في كتاباتك، ستكون هذه الزيارة فرصة لك لإثراء فكرك وزيادة معارفك ورؤيتك لعالم مختلف من رواد الكتابة والتأليف والكتب والقصص والروايات المتنوعة في مجالات مختلفة .
جوانا أعربت عن سعادتها بضم معلمتها التي احتضنتها بحنان ودعم وتشجيع .
جوانا : أنا في غاية الامتنان لك وللمدرسة بهذا التكريم، فأنت أكثر من يدعمني معلمتي .
المعلمة مبتسمة : يمكنك الذهاب الآن والاستعداد ليوم الخميس للذهاب إلى المعرض، ولا تنسي إبلاغ والدتك، وأخذك موافقتها، موفقة .
جوانا : بكل تأكيد معلمتي، شكراً لك .
يتبع …
لااتت