دعوني أبهركم أنا موجودة (2)

87
2

………….الفصل الثاني 

رحلة
في معرض الكتاب

از زز

جاء اليوم الذي كانت جوانا تنتظره، ذهبت إلى مدرستها وهي تشعر أنها تقترب من تحقيق حلم من أحلامها، خصوصاً أنه تكريم من مدرستها، اصطحبت المعلمة نورا جوانا لمعرض الكتاب، وطلبت منها أن تسعد بكل لحظات يومها، وتستفيد بكل ما تراه؛ لأنها سوف تطلب منها كتابة موضوع عن الفتيات اليافعات في الحفل الختامي للمدرسة، وهذه فرصة لها للاستمتاع والاستفادة .

وحينما كانت تتجول جوانا بين أروقة المعرض كانت المعلمة، ترقب تصرفاتها وتلحظ دقيق تعابيرها، بسرور هزها ذبذباته، وتفاؤل مسّها هالته، رأتها منطلقة بحماس وشغف ظاهر عليها، تتنقل بين صفوف الكتب كفراشة ساحرة ألوانها، لتأخذ من كل وردة رشفة، حتى وجدت الكتب التي تبحث عنها، والذي كانت تتكلم عن “مرحلة التغيير والنضوج عند الفتيات اليافعات”، كونها تبحث عن كل ما يثري فكرها، عادت جوانا مسرعة إلى معلمتها تحمل بين يديها ما اختارت، متهللة مستبشرة تمتلئ عيناها بالحماس .



وأخبرتها قائلة : معلمتي! سوف أقتني هذه الكتب التي أعجبتني، ويبدو أنها مفيدة ورائعة تتحدث عن الموضوع الذي سوف أكتب عنه .

أخذتها المعلمة، ودققت النظر فيها، وقلبت صفحاتها، ادهشها اختيار جوانا لهذه الكتب، لأنها بالفعل مناسبة لمن في سنها، تصف كل ما تمر به الفتيات في هذه المرحلة، نظرت إليها بنظرة إعجاب، وأومأت برأسها نعم .

المعلمة : هذا اختيار ممتاز، الكتب عناوينها جميلة، ويبدو أنها ستكون مناسبة ومفيدة لمن في سنك، اختيارك يعكس مدى نضوج عقلك، أحسنت الاختيار .

اشترت جوانا الكتب، وطلبت من أحد الكتّاب توقيعه للذكرى، وبالفعل حظيت بتوقيع الكاتب، وبعدها أخذت تبحث عن مكان مخصص للقراءة؛ لتتعرف على محتوى الكتاب، بدأت تقلب صفحاته، تفكر وتسأل أسئلة لم تخطر على بال .

ثم أخبرت معلمتها بأن لديها فكرة جريئة جداً، وهي تنظر إليها بنظرةٍ لن تنساها أبداً، نظرة ذكية ماكرة، وما هي إلا لحظات، حتى أسرعت إلى الكاتب، وأخذت تسأله عن القصة الذي ذكرها في كتابه، هل هي واقعية أم أنها خيالية، وهل أبطالها حقيقين وما هي أسباب كتابته لهذه القصة ؟ 

نظر إليها الكاتب مبتسماً، وبكل لطف رد على جميع أسئلتها .

لكنها لم تكتفي بهذا الحديث، بل فكرت في أن تجري حواراً مسجلاً توثقه بهاتفها، وما هي إلا ثواني، حتى أسرعت إليه مجدداً ودون تردد، وسجلت معه حوارًا ممتعاً، كانت تحاوره بتمكن واحترافية عالية كأنها معتادة على ذلك، وأخذت تسأله وهو يجاوبها، ومعلمتها تقف قريبة منها ترقب تصرفها وتشجعها، ودائماً تفاجئها بذلك الحماس الذي زُرِعَ في داخلها بسبب ثقة والدتها وتشجيع معلمتها لها، كانت في غاية السعادة بإنجازها جعلت معلمتها تتعجب من تصرفها، وهى تتأمل طريقة حديثها!!

فكْرَت! 

وأنْجَزَت!

 دون تردد وتعلق برأي أحد، 

كان قرارها سريعاً وخاطفاً .

” عندما تأتيكِ اللحظة لا تترددي في استغلالها، تمسكي بها؛ لأن لحظات الفطرة السعيدة تعلمك، ولن تعرفي معناها الحقيقي إلا بالتجربة والمجازفة!!”

وجدت جوانا أمها تنتظرها في صالة منزلهم وهي ممسكة بكتاب كانت تقرأ فيه، وعندما رأتها قادمة إليها تركت كتابها لترحب بها، لم تترك جوانا مجال لأمها أن تتكلم، بل بادرت إلى حديثها والسعادة بادية عليها . 

جوانا : أمي إنه يوم من أجمل أيام حياتي لدي الكثير لأخبرك به ..

ومن شدة فرحها، تلاحقت العبارات والجمل في ذهنها، وتعثرت الكلمات على لسانها .

الأم : اهدئي! وتحدثي بهدوء فإني اعلم أنك تحملين أخباراً ممتعة، وهذا ظاهرٌ عليك يا ابنتي، وسوف أسمع منك كل شيء بالتفصيل .

جوانا : ليتك كنت معي يا أمي …

بدأت جوانا تخبر أمها بكل ما حدث معها، وهي تمتلئ بحماس لا يُضاهى، غامراً كل ما حولها . 

ووالدتها تنظر إليها وهي فخورة بها، فما كان منها إلا أن أثنت عليها وضمتها، فرحاً منها بما صنعت .

الأم : أنا فخورة بكِ يا ابنتي وبكل ما تفعلين، وهذا يعكس شغفك وحبكِ للقراءة والكتابة التي نشأتِ عليه، عليكِ أن تستمري حتى تصلي إلى ما تطمحين إليه، سوف أكون بجانبك دوماً، ولن أتخلى عنك أبداً، ورغم كل ما حدث لكِ في الماضي فأنتِ لم تدعيه يؤثر على تحقيق أحلامك وهذا ما فعلتيه، أنا هنا لدعمك دوماً، وأنت ستكبرين وتصبحين كاتبة رائعة، وأنا واثقة بأن كلماتك ستلهم الكثير .

ضمت الأم ابنتها لحضنها، ولفّتها بين ذراعيها، شعرت جوانا بدفء كلمات والدتها، وأنها مصدر قوة لها في كل خطوة تخطوها . 

ابتسمت جوانا : 

” أعدكِ يا أمي أن استمر في المحاولة والتعلم، وأن أكون دائمًا عند حسن ظنكِ ” وسوف أبهرك …

نادية حسن
WRITTEN BY

نادية حسن

دبلوم في الكتابة الروائية من أكاديمية إيجادة - الدبلوم العالي لإدارة الأعمال - كاتبة فنيات الحوار الروائي -
كاتبة لقصص قصيرة و مقالات وخواطر متنوعة - مشرفة superviso

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 thoughts on “دعوني أبهركم أنا موجودة (2)

  1. ألم تعلمي أن الفخر يتوج بوجود من يلهمون مثلك،
    حتى أن الكلمات تعجز عن تقديري ومحبتي لك .
    . فأنتِ بالفعل مصدر إلهامي

  2. دعيني أُبهركِ أنتِ، فكَّرتِ، وأنجَزتِ..فخورة بكِ جدًا.