صحتك النفسية مفتاح سعادتك !

في عالم مليء بالتحديات والضغوط، تعتبر الصحة النفسية واحدة من أهم العناصر التي تحدد جودة حياتنا وسعادتنا، خاصةً في مرحلة المراهقة، حيث تتشكل الهوية وتتطور المشاعر، تصبح العناية بالصحة النفسية ضرورة لا غنى عنها، ولا يقتصر الأمر على تخفيف الضغوط النفسية فحسب، بل يتعداه إلى تعزيز الثقة بالنفس وبناء علاقات صحية مع الآخرين .

تخيلي أن لديكِ مفتاحًا سحريًا يمكن أن يفتح أمامكِ أبواب السعادة والنجاح، هذا المفتاح هو الاهتمام بصحتكِ النفسية، وقد تتساءلين : ما هي الصحة النفسية ؟ ولماذا هي مهمة جدًا بالنسبة لي كمراهقة ؟ وما الأسباب التي قد تمنعني من التمتع بصحة نفسية جيدة ؟

سنتعرف على ذلك في هذا المقال، وسنستكشف إذا ما كان قربك من الله يؤثر على حالتك النفسية ؟ وأيضاً سنعرض لك في نقاط بعض الخطوات التي تساعد على تحسينها .

مفهوم الصحة النفسية وعلاقته بالسعادة

هناك علاقة بين السعادة وبين مفهوم الصحة النفسية، فالصحة النفسية تعني أن الشخص يستطيع التعايش مع إمكانياته ووضعه في الحياة، ويشعر بالرضا عن نفسه .

علامات توازن الصحة النفسية :

• النجاح في العمل والشعور بالرضا الداخلي .

• إقامة علاقات اجتماعية جيدة والتفاعل مع الآخرين .

• مواجهة الإحباطات والمواقف الصعبة اليومية .

• التمتع بتوازن نفسي واستقرار عاطفي .

والسعادة تعتمد على نفس العوامل، فعندما يكون الشخص بصحة نفسية جيدة، يصبح أكثر إقبالًا على الحياة وأكثر شعورًا بالسعادة، وبالوصول إلى واحدة منهما سيحقق الأخرى تلقائيًا .

لماذا الصحة النفسية مهمة خاصة في مرحلة المراهقة ؟

عندما تكونين مرتاحة نفسيًا، يمكنك التركيز بشكل أفضل في دراستك، وتساعدك الصحة النفسية الجيدة في بناء صداقات قوية وصحية، وعندما تشعرين بالراحة، ستكون لديكِ ثقة أكبر بنفسك، ويمكنك الاستمتاع بكل لحظة في حياتك، بالإضافة إلى أن المرور بفترات نفسية سيئة، وعدم التمتع بصحة نفسية جيدة، يؤدي إلى ضعف في المناعة ويصاحبه زيادة في التعرض للأمراض .

ماهي العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحتك النفسية ؟

• طريقة التفكير السلبية قد تكون من أهم الأسباب المؤثرة على سلامة الصحة النفسية لدى الفرد .

• العادات غير الصحية (النوم غير الجيد، طريقة الأكل، الإدمان، الغضب، الانسحاب الاجتماعي).

• عدم القدرة على إدارة الضغوطات الدراسية والحياتية، أو تحمل مسؤوليات كبيرة ليست من مسؤولياتك .

• التغيرات الجسدية والعقلية الكبيرة والسريعة خلال مرحلة المراهقة، قد تؤثر على مشاعرك .

• عدم الاعتناء بنفسك .. فإن نسيان تخصيص وقت لنفسك يمكن أن يؤثر عليكِ سلبًا .

هناك علامات تعتبر مؤشر على تدني صحتك النفسية

• تدهور مفاجئ في العمل أو الدراسة، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق .

• الانسحاب من الحياة الاجتماعية، والتوقف عن الاستمتاع بالحياة .

• تقلب المزاج وسرعة الاستثارة، أو صعوبات في النوم .

• اكتساب الوزن أو خسارته بشكل ملفت .

• أفكار ضد الذات والآخرين .

علامات التمتع بصحة نفسية عالية

• الشعور بالرضا .

• القدرة على الاستمتاع بالحياة في أبسط صورها .

• القدرة على التعامل مع الضغوطات الحياتية بنجاح .

• التخطيط للأهداف وتنفيذها بلا إفراط ولا تفريط .

• القدرة على بناء علاقات صحية .

• القدرة على الثقة بالآخرين بدون توجس دائم .

لتعزيز صحتك النفسية والعيش بسعادة اتبعي الخطوات التالية :

• تعلمي مهارات إدارة المشاعر .

• اعملي على زيادة التواصل الاجتماعي الفعال، وافهمي نفسك، وعبري عنها بالتحدث عن مشاعرك مع صديقاتك أو عائلتك، فدعمهم له تأثير كبير على حالتك النفسية .

• احرصي على النوم لساعات كافية وتناولي طعامًا صحيًا .

• حددي أهدافًا مناسبة لك واسعَي لتحقيقها .

• تحلَّي بالإيجابية في التفكير .

• مارسي الرياضة والأنشطة التي تحبينها مثل الرسم والكتابة، فممارسة الرياضة بانتظام تساهم في إفراز الإندورفين، المعروف بهرمون السعادة، مما يساعد في تخفيف التوتر والقلق . وهناك دراسة أجريت في جامعة هارفارد، والتي أظهرت أن المراهقين الذين يمارسون الرياضة بانتظام ويشاركون في الأنشطة الاجتماعية يتمتعون بمستويات أعلى من الرضا عن الذات وعن الحياة .

•   إذا كانت المشاعر صعبة أو مستمرة، فإن طلب المساعدة من مستشار نفسي أو طبيب يمكن أن يكون خطوة مهمة .

كيف يؤثر قربك من الله على حالتك النفسية ؟

إن التقرب إلى الله يساعدك على رؤية الجوانب الإيجابية في الحياة، ويجعلك تشعرين بالتسامح والمحبة تجاه الآخرين، فاحرصي على تقوية علاقتك بالله وتقربي إليه واحرصي على آداء الصلاة في أوقاتها، وحافظي على أن يكون لك وقت خاص تناجين فيه الله، وما أجملها إن كانت ساعة السحر، فالصلاة والمناجاة لله والتأمل ستجلب لكِ السعادة والسكينة والهدوء .

و أخيراً ..

تذكري أن صحتك النفسية مهمة جدًا، وإنها واقع يمكن تحقيقه وليست مجرد مفهوم بعيد، اهتمي بنفسك، وكوني قريبة من الله، وعيشي في رضا، فهذا سيساعدك على الشعور بالسعادة . واحرصي على بناء بيئة إيجابية من حولك، وستجدين الحياة أكثر إشراقًا وصحة نفسية أفضل! .

المراجع :

1. World Health Organization. (2021). Mental health: strengthening our response

2. د. رشا عبد الله : السعادة اختيار والصحة النفسية أهم مؤشراتها

3. أ. شادية بنت علي عمر باعلي : الصحة النفسية نمط حياة.