لكل منا هدف تود أن تحققه من عملها، فإحدانا تطمع بالاستقلال المادي، وأخرى تريد أن تكسر الرتابة، وثالثة ترغب في تحقيق ذاتها و مهما تعددت الأهداف يضل السهم واحد .
معرفتك لهدفك يسهل عليك التصويب، حيث تُعِدّين نفسك لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق الهدف يعتمد كثيرًا على مهاراتك وأدائك والظروف المحيطة بك .
من أجل ذلك ستحتاجين إلى تقييم نفسك من فترة لأخرى لِمعرفة مفاتيح الحصول على الوظيفة المناسبة ، ومن هذه المفاتيح معرفة نقاط قوتك ونقاط ضعفك الشخصية والمهارية، ولمعرفة ما يمكنك استغلاله أو تقويمه من المهارات المطلوبة في سوق العمل، كما يساعدك التقييم على تحليل البيئة المحيطة، وكيف يمكنها أن تخدمك أو كيف يمكنك تسخيرها لمصلحتك .
حددي نقاط قوتك ونقاط ضعفك
يمكنك تقييم نفسك بمساعدة من تثقين بهم باستخدام طرق بسيطة وفعالة جدًّا، نذكر لك منها طريقة التحليل الرباعي .
أجد في طريقة التحليل الرباعي SWOT Analysis الذي عادة ما يستخدم في قطاع الأعمال وتحليل الشركات طريقة سهلة وعملية المعرفة ما تحتاجين لتحقيق هدفك .
حيث يركز تقييم التحليل الرباعي على أربعة عناصر
– نقاط القوة التي تملكينها .
– نقاط الضعف التي تعانين منها .
– الفرص المتاحة لك لاستغلالها .
– التهديدات التي قد تؤخر وصولك لهدفك .
لنأخذ على سبيل المثال أنك تبحثين عن وظيفة في مجال التسويق وتطمحين إلى أن تتطوري في هذا المجال، باستخدام التحليل الرباعي يمكنك تقييم المهارات التي تحتاجين إليها، مثل مهارات الإقناع واللغة والحضور والكاريزما من هذا التقييم السريع يمكنك استغلال نقاط قوتك والفرص المتاحة لتقويم بعض نقاط الضعف والتقليل من أثر التهديدات. كيف ذلك؟
بما أن مهارة اللغة الإنجليزية نقطة قوة لديك يمكنك استغلال فرصة التدريب المجاني في شركة من أجل اكتساب الخبرة والتدرب على سرعة البديهة في الإجابة على الاستفسارات، كما يساعد التدريب المجاني على اكتساب خبرات تقلل من أثر التهديدات .
عادة ما نستخدم هذا النوع من التحليل لمساعدة متدربات التأهيل الوظيفي على تقييم أنفسهن، وقد ساعد هذا النوع من التحليل الكثيرات منهنّ في اكتشاف نقاط القوة والضعف، ووضع خطط تطويرية عملية باستغلال الفرص المحيطة التي تعتبر بمتناول اليد بالنسبة لهن .
منها ما روته إحدى المتدربات التي ترغب في تقديم ورش عمل تحفيزية لطالبات المرحلة المتوسطة في المدرسة التي تعمل بها، وبعد تقييم نفسها باستخدام التحليل الرباعي اكتشفت نقطة ضعف كانت غافلة عنها ألا وهي افتقارها لأساليب جذب لهذه المرحلة العمرية، فوضعت لنفسها خطة تطويرية لتكتسب مهارات الجذب أثناء العرض والتدريب .
والآن هل أنت مستعدة لتقييم نفسك؟ لنبدأ إذاً!
اكتبي بكل دقة وشفافية نقاط القوة ونقاط الضعف لديك والفرص والتهديدات المرتبطة بمجال العمل الذي ترغبين فيه ..
نقاط القوة هي تلك التي يُثني عليها الآخرون والتي لا تجدين صعوبة في استخدامها .
نقاط الضعف التي تؤثر عليك سلباً أو لاحظها الآخرون كعائق لك .
الفرص هي الظروف الإيجابية التي يمكنك استغلالها لصالحك .
التهديدات هي كلّ ما يمكن أن يعرقل وصولك إلى الهدف من الظروف المحيطة .
الآن فكري بالتالي : كيف أستثمر نقاط القوة لأزيد من نسبة حصولي على الوظيفة ؟
- كيف أطور المهارات التي أتجنّب استخدامها لضعفي فيها (أمثلة للتطوير : أحضر دورات تدريبية، أقرأ، أكتب، أتعلم بالتطبيق وطلب تغذية راجعة من شخص أثق به، أستعين بمرشد)؟
- كيف أستثمر الظروف الخارجية لمصلحتي (أمثلة لفرص متاحة : توفر دورات تدريبية أو أعمال تطوعية تعينني في تطوير مهاراتي)؟
- كيف أقلل من أثر التهديدات التي قد تعرقل وصولي إلى الهدف (أمثلة للتهديدات كثرة المنافسين، ضياع فرصة العمل، عدم توفر مواصلات)؟
المرجع :
كتاب ثقي بالمياه – لحياة مهنية أكثر نجاحاً وسعادة- فاتن الحسين