يُعد الخجل سمة طبيعية لدى الكثير من الفتيات، حيث يظهر عادةً كمزيج من التردد والقلق عند مواجهة مواقف اجتماعية جديدة أو غير مألوفة، ومع أن الخجل لا يقتصر على الفتيات وحدهن، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الفتيات قد يكنَّ أكثر ميلاً للتعبير عن هذه المشاعر بفعل عوامل بيئية واجتماعية ونفسية، وقد يؤثر الخجل على حياة الفتاة اليومية، فيمنعها أحياناً من التعبير عن نفسها بحرية، ويقلل من فرصها لتجربة أشياء جديدة أو إقامة علاقات اجتماعية واسعة .
ما هو الخجل؟
الخجل هو شعور قد يؤثر على تفاعلك مع من حولك، إنه إحساس بعدم الراحة أو القلق أو عدم الأمان، ويظهر أحياناً على شكل أعراض جسدية مثل احمرار الوجه، والشعور بالعجز عن الكلام، والارتعاش، أو ضيق التنفس، وعلى عكس الراحة في التواجد بين الناس، قد يدفعك الخجل إلى التردد في التعبير عن نفسك خشية جذب الانتباه .
تأثير الخجل عند مواجهة الجديد
قد تزداد مشاعر الخجل عند مواجهة مواقف غير مألوفة، مثل اليوم الأول في المدرسة أو مقابلة أشخاص جدد، حيث لا نعرف عادةً كيف نتصرف أو ما نتوقعه من الآخرين . في المقابل، يقل الخجل في المواقف التي تعتادين عليها أو مع أشخاص مألوفين، وقد تكون درجة الخجل متغيرة من موقف لآخر، إذ تفضل الكثير من الفتيات مراقبة الآخرين قبل التفاعل معهم .
لماذا بعض الفتيات خجولات؟
الخجل له أسباب متعددة؛ بعضها يتعلق بالوراثة وبعضها بالتجارب التي يمر بها الشخص .
- الوراثة : تلعب الجينات دوراً في تشكيل صفاتنا، بما في ذلك الميل للخجل، وتُظهر الأبحاث أن حوالي 20% من الناس لديهم استعداد وراثي للخجل، لكن التجارب الحياتية تؤثر بشكل كبير على ظهور هذه الصفة .
- التجارب الحياتية : التفاعل مع المواقف الاجتماعية يُكسب الفتاة ثقة تدريجية، بينما يمكن للتجارب السلبية مثل الانتقاد أو التنمر أن تزيد من مشاعر الخجل، كما يمكن أن يؤدي حرص الأهل الزائد إلى جعل الفتاة تشعر بعدم الأمان .
قوة الخجل
قد تتمنين التقليل من خجلك، لكن من المهم أن تعرفي أن للخجل جوانب إيجابية، فالخجولات غالباً ما يكنّ حساسات لمشاعر الآخرين ومستمعات جيدات، ما يجعلهن صديقات مخلصات، ويتمتعن بجانب من اللطف والتفهم .
خطوات للتغلب على الخجل
إذا كنتِ ترغبين في تقليل خجلك، إليكِ بعض الخطوات البسيطة التي قد تساعدك :
- الممارسة المستمرة : التغلب على الخجل يحتاج إلى تجربة مستمرة، قلة المشاركة الاجتماعية قد تجعل الخجولة أقل ثقة، لكن كلما زادت التجارب أصبح الأمر أسهل .
- الخطوات التدريجية : التقدُّم ببطء وثبات نحو التغلب على الخجل هو المفتاح، قومي بخطوات بسيطة ومتدرجة لتتعلمي التعامل مع المواقف الاجتماعية .
- التعامل مع الإحراج بمرونة : الجميع يشعرون بالإحراج أحياناً، تقبلي هذا الشعور ولا تجعلي الخوف من الإحراج يعيقكِ عن التجارب الجديدة .
- الإيمان بالقدرة على التغيير : الكثير من الناس تمكنوا من التغلب على خجلهم، تذكري أن الإرادة والممارسة المستمرة ستساعدك في التغيير .
كوني صادقة مع نفسك
قد لا تستطيعين تغيير طبيعتك كلياً، لكن بإمكانك تعلم مهارات جديدة تجعلكِ تشعرين بالراحة أكثر عند التعامل مع الآخرين، كلما زادت ممارستك للتفاعل الاجتماعي، أصبحتِ أكثر ثقة، وتمكنتِ من الاستمتاع بتجاربكِ اليومية بثقة وراحة أكبر .
المرجع :