الفتيات يدخلن سن الحيض مبكراً…

دراسة تكشف تأثير تلوث الهواء على موعد الدورة الشهرية الأولى!

56
0

عاماً بعد عام أصبحت الفتيات يدخلن سن البلوغ في وقت مبكر ، ويُرجع بحث جديد نشرته شبكة «بي بي سي» السبب «جزئياً» إلى التعرض للهواء السام .

فلعقود عدة، شعر العلماء في جميع أنحاء العالم بالقلق البالغ إزاء العلامات التي تشير إلى أن الفتيات يدخلن مرحلة البلوغ في سن أصغر مقارنة بالأجيال السابقة .

فمنذ أن تمر الفتيات بالدورة الشهرية الأولى، وهو ما يطلق عليه العلماء سن الحيض، إلى بدء نمو الثدي، يبدو أن هذه التغييرات الأساسية التي تشير إلى بداية فترة المراهقة تحدث بشكل تدريجي في وقت أقرب، بحسب البحث .

قبل 4 سنوات

وتشير التقديرات إلى أن الفتيات اليوم يبدأن الحيض قبل 4 سنوات مقارنة بالفتيات اللاتي عشن قبل قرن من الزمان .

في شهر مايو (أيار) الماضي أظهرت بيانات جديدة في الولايات المتحدة أنه في حين أن الفتيات المولودات بين عامي 1950 و 1969 بدأن الحيض عند سن 12.5 عاماً، فقد انخفض العمر إلى 11.9 عاماً في المتوسط ​​بالنسبة للجيل المولود في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .

وقد لوحظ نفس الاتجاه أيضاً في جميع أنحاء العالم وصف علماء كوريون جنوبيون بشيء من القلق كيف أن عدد الفتيات اللاتي تظهر عليهن علامات البلوغ المبكر ، إما من خلال نمو الثدي أو الحيض قبل سن الثامنة، زاد بمقدار 16 ضعفاً بين عامي 2008 و 2020.

وفي هذا المجال، قالت أودري جاسكينز، الأستاذة المساعدة في جامعة إيموري في أتلانتا، الولايات المتحدة: «إننا نرى أيضاً أن هذه الأعمار المتناقصة عند البلوغ تكون أكثر وضوحاً في المجموعات ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأدنى، ومجموعات الأقليات العرقية. وهذا له آثار مهمة على الصحة على المدى الطويل».

ولكن لماذا يتسارع نمو الفتيات بهذه الطريقة؟

من السمنة إلى تلوث الهواء

يتم تحديد بداية البلوغ من خلال شبكتي اتصال واسعتي النطاق في الجسم، تُعرفان باسم محاور الغدة النخامية والكظرية (HPA) والغدة النخامية والغدد التناسلية (HPG)، وهي تربط منطقة من الدماغ تسمى منطقة ما تحت المهاد التي تنظم وظائف الجسم الأساسية المختلفة من الجوع إلى التحكم في درجة الحرارة، مع غدد مختلفة تفرز الهرمونات .

وفق جاسكينز، فمن 10 إلى 20 عاماً مضت، افترض العلماء أن السبب الوحيد للبلوغ المبكر هو السمنة لدى الأطفال، حيث تلعب البروتينات التي تنتجها الخلايا الدهنية التي تسمى الأديبوكينات دوراً في تحفيز محوري HPA و HPG، لكن في الآونة الأخيرة فقط، تم الانتباه إلى وجود عوامل أخرى معنية .

وبالفعل، أشارت دراسات عدة في السنوات الثلاث الماضية إلى سبب آخر أكثر إثارة للدهشة، ألا وهو تلوث الهواء، وفق «بي بي سي».

وقد تم إجراء كثير من هذه الأبحاث من قبل علماء في كوريا الجنوبية، حيث تم تصنيف سيول وبوسان وإنتشون من بين أكثر 100 مدينة تلوثاً في العالم، وفقاً لمؤشر «IQAir» .

وحدّدت مراجعة نشرت مؤخراً من جامعة «Ewha» النسائية في سيول وجود علاقة متكررة بين التعرض لمختلف الملوثات والبداية المبكرة للبلوغ .

ويبدو أن بعض المسببات الرئيسية هي الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والأوزون، التي يتم إطلاقها جميعاً في الهواء إما من خلال انبعاثات المركبات أو النفايات التي تنتجها مصانع التصنيع .

وفي عام 2022، قامت دراسة أجراها علماء في بولندا، وهي الدولة المعروفة بسوء نوعية الهواء بسبب انتشار مصانع حرق الفحم، بفحص بيانات 1257 امرأة، ووجدت صلة بين التعرض الأكبر لغازات النيتروجين وحدوث الحيض قبل سن 11 عاماً .

وربما يكون مصدر القلق الأكبر هو الجسيمات الدقيقة (PM)، وهي جزيئات صغيرة جداً لا يمكن رؤيتها، لكنها تطلق في الهواء من مصادر تتراوح من مواقع البناء إلى حرائق الغابات، ومحطات توليد الطاقة، ومحركات المركبات، حتى الطرق غير المعبدة المتربة .

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وجدت جاسكينز وزملاؤها أن الفتيات الأميركيات اللاتي تعرضن لكميات كبيرة من الجسيمات الدقيقة، التي يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر، سواء في رحم أمهاتهن أو أثناء الطفولة، أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية خطيرة، ويحصلن على الدورة الشهرية الأولى في سن مبكرة .

وأظهرت الدراسات التي استخدمت خليطاً من الجزيئات الموجودة في عينات الهواء الداخلي، أن المواد الكيميائية الموجودة داخل هذه الجزيئات الدقيقة قادرة على التفاعل مع مستقبلات الهرمونات المختلفة المشاركة في النمو، وخاصة الأندروجين والإستروجين، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تفاعل متسلسل يؤدي إلى بدء البلوغ .

وأوضحت جاسكينز أن «الفرضية الأساسية بالنسبة لنا تقول إن الفتيات اللاتي تعرضن بشكل أكبر للجسيمات الدقيقة (2.5) تعرضن أيضاً لمزيد من المواد الكيميائية التي كانت تحاكي هرمون الإستروجين أو تعطل بشكل عام محور (HPA) وإشاراته المنتظمة، ما يدفع الجسم إلى الدخول في سن البلوغ في وقت مبكر» .

وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يكون هناك كثير من العوامل المختلفة المرتبطة بالبلوغ المبكر ، وبحسب جاسكينز ، فإن الأدلة الناشئة المتعلقة بالجسيمات الدقيقة والملوثات الأخرى هي مجرد مثال واحد على كيفية اختراق المواد الكيميائية البيئية الضارة للجسم، ما يحفز التغيرات الهرمونية بعيدة المدى .


المرجع :

جريدة الشرق الأوسط

فاتن خالد
WRITTEN BY

فاتن خالد

بكالوريوس ادارة اعمال جامعة الملك عبدالعزيز ، حيث اكتسبت مهارات تحليلية وإدارية قوية تساعدني في تنظيم وإدارة المحتوى بشكل فعال ، حاصلة على عدة دورات متخصصة في صناعة المحتوى الاجتماعي ، مهتمة في صناعة محتوى اجتماعي للفتيات، قمت بتطوير محتوى تعليمي وتوعوي يركز على قضايا الفتيات في مختلف المجالات، كاتبة مقالات ومحتوى مخصص للفتيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *