الرياضة سر الصحة والسعادة

سلسلة الرياضة والصحة للفتيات 1


الرياضة سر الصحة والسعادة

في مرحلة بداية البلوغ تكون فيها كل الأشياء متغيرة مثل شكل الجسد، المشاعر، وحتى العلاقات تبدأ الفتاة البالغة في البحث عن شيء يمنحها التوازن, شيء يساعدها على فهم نفسها، ويشعرها بالقوة من الداخل والخارج وبين كل الخيارات، تظهر الرياضة كأقوى حليف يمكن أن تعتمد عليه لصحّتها الجسدية والنفسية . 

كثير من الفتيات لا يكتشفوا ذلك في البداية، بل ربما تشعر الفتاة أن الرياضة أمرٌ صعب، أو أنها “ليست للفتيات”. بل إنّ دراسات كثيرة كشفت أنّ عددًا كبيرًا من الفتيات يتوقفوا عن ممارسة الرياضة في سن البلوغ، ويختاروا الانسحاب بهدوء، في الوقت الذي كان يمكن فيه للرياضة أن تكون مفيدة لهم .

لكن الأمر لا يتعلق فقط بالركض أو حمل الأثقال بل بالرياضة كفكرة، وكيف جعلها أسلوب حياة لصحة جيدة . 

تخيلي فتاة كانت تعاني من التوتر، ومن صعوبة التعامل مع مشاعرها، والتغيرات في شكل جسدها أثناء البلوغ أثرت على ثقتها بنفسها. وحين بدأت في ممارسة التمارين، شعرت بشيء مختلف، لم يكن التغيير سريعًا، لكنه كان حقيقيًا . 
شيئًا فشيئًا، بدأ جسدها يستعيد توازنه، واختفت التقلبات الحادة في مزاجها. ومع هذا التحسّن، أصبحت أكثر هدوءًا وإشراقًا، حتى بدت بشرتها أنقى، وتحسّن نشاطها اليومي بشكل ملحوظ .

الأمر لا يتوقف عند الشكل الخارجي فحسب، بل يشمل أيضًا الصحة الداخلية، فكل من يمارس الرياضة يعرف تمامًا ذلك الشعور الغريب بالراحة، وكأن شيئًا ثقيلًا قد أُزيح عن القلب . 

في كل تمرين، هناك فرصة جديدة للتخلص من التوتر، من القلق، من كل الأفكار السلبية التي ترافقنا في المدرسة، أو في البيت، أو حتى داخلنا .

ثم، من الجانب الاجتماعي، للرياضة دور لا يقل أهمية؛ فالفتاة التي تنضم إلى فريق، أو حتى تمارس الرياضة مع صديقتها، تبدأ تدريجيًا في بناء صداقات مختلفة، تعلّمها الرياضة أن الفوز جميل، لكن الأجمل منه هو أن تقفي إلى جانب صديقاتك، أن تتعلمي من الخسارة، أن تتقبلي نفسك، في كل حالاتها .

والأمر لا يخلو من المفاجآت، كثير من الفتيات التي يمارسن الرياضة يلاحظون أن الدورة الشهرية تصبح أقل إزعاجًا، أكثر انتظامًا، وأقل ألمًا. بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أن الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة بانتظام، يكنّ أقل عرضة للاكتئاب، وأكثر قدرة على التعامل مع تحديات الحياة .

فوائد الرياضه على الجسد و العقل

كيف تفيد ممارسة الرياضة جسدك … و عقلك – ليا لاغوس و جاسبال ريكي سينغ

ومع مرور الوقت، تبدأ الفتاة في ملاحظة أمرٍ آخر، تصبح أكثر تنظيمًا. فهي الآن توازن بين المدرسة والتمارين والواجبات والعلاقات هذا التوازن لا يساعدها فقط في دراستها، بل يمنحها شعورًا بالتحكم في حياتها وهذا ما يجعلها أقرب إلى النجاح الجامعي والمهني في المستقبل .

الرياضة ليست رفاهية، وليست حكرًا على أحد. هي حق لكل فتاة تريد أن تحب نفسها أكثر، أن تتعامل مع جسدها وعقلها باحترام، أن تكون قوية دون أن تفقد رقتها، وأن تسير في الحياة بخطوات واثقة .

فكّري قليلًا… هل جربتِ أن تجعلي الرياضة أسلوب حياة يومي ؟ لا تحتاجين إلى الكثير، ربما تمشية سريعة، أو تمرين بسيط في البيت، أو انضمام لنادي قريب. المهم أن تبدئي .

ابدئي، وستكتشفين أن الرياضة ليست فقط تمارين، إنها طريقة لتصبحي أقوى، وأكثر صحة من الداخل …

من هنا نبدأ سلسلتنا في الرياضة والصحة للفتيات …


المرجع :

أكاديمية زايد للرياضة

كيف تفيد ممارسة الرياضة جسدك


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *