تأثير البلوغ على الفتيات المصابات بالسكري من النوع الأول

سلسلة السكري عند الفتيات في مرحلة البلوغ


السكري عند الفتيات

تُعدّ مرحلة البلوغ من أهم المراحل في حياة الفتاة، فهي فترة انتقال من الطفولة إلى البلوغ، ويحدث خلالها العديد من التغيرات الجسدية والنفسية والهرمونية .

 أما الفتيات المصابات بداء السكري، فتكون هذه المرحلة أكثر حساسية، لأن التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم يمكن أن تؤثر على مستوى السكر في الدم وتجعل التحكم به أكثر صعوبة .

داء السكري من النوع الأول هو مرض مزمن يحدث عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين أو لا ينتجه بكميات كافية والإنسولين هو الهرمون المسؤول عن إدخال السكر من الدم إلى خلايا الجسم للحصول على الطاقة .

 وعندما لا يتوفر الإنسولين، يرتفع السكر في الدم مما يؤدي إلى أعراض ومضاعفات مختلفة .

خلال فترة البلوغ، تزداد التغيرات الهرمونية في الجسم، وهذا قد يجعل السيطرة على مستوى السكر في الدم أكثر صعوبة، لذلك تحتاج الفتاة المصابة بالسكري إلى عناية خاصة ودعم نفسي وجسدي مستمر .

أولاً: تأثير البلوغ على الجسم ومستوى السكر

في فترة البلوغ، يبدأ الجسم بإفراز كميات أكبر من الهرمونات مثل هرمون النمو (GH) والهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجسترون، هذه الهرمونات تقلل من حساسية الجسم للإنسولين، أي أن الجسم لا يستخدم الإنسولين بكفاءة كما في السابق . 

لذلك، تحتاج الفتاة في هذه المرحلة إلى جرعات إنسولين أعلى من المعتاد للحفاظ على التوازن .

كما أن النمو السريع في الطول والوزن يزيد من حاجة الجسم للطاقة، مما يؤدي إلى زيادة كمية السكر التي يحتاجها الجسم، وبالتالي الحاجة إلى تنظيم أدق للعلاج .

ثانيًا: العلاقة بين الإنسولين والهرمونات الأنثوية

يلعب الإنسولين دورًا كبيرًا في عملية البلوغ، فهو لا ينظم فقط مستوى السكر في الدم، بل يؤثر أيضًا على بعض الهرمونات التي تساعد على النضج الجنسي .

من أهم هذه الهرمونات اللبتين، وهو هرمون تفرزه الخلايا الدهنية ويُرسل إشارات إلى الدماغ لتنظيم الشهية والوزن ودورة الحيض . 

عندما لا يكون الإنسولين كافيًا في الجسم، يقل إنتاج اللبتين، مما قد يؤدي إلى تأخر في البلوغ أو في الدورة الشهرية .

وقد لوحظ أن الفتيات المصابات بالسكري قد يعانين أحيانًا من اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل تأخرها أو انقطاعها مؤقتًا، خصوصًا إذا لم يكن مستوى السكر في الدم مضبوطًا .

ثالثًا: مشكلات البلوغ لدى الفتيات المصابات بالسكري

  1. زيادة الوزن والسمنة
    في بعض الحالات، يؤدي استخدام الإنسولين بكميات كبيرة وعدم الالتزام بالنظام الغذائي إلى زيادة الوزن، مما يزيد من مقاومة الإنسولين .
  2. اضطرابات الدورة الشهرية
    قد تتأخر الدورة أو تصبح غير منتظمة بسبب اضطراب الهرمونات الناتج عن ارتفاع السكر .
  3. حب الشباب وتساقط الشعر
    نتيجة التغيرات الهرمونية ومشاكل التمثيل الغذائي .
  4. الخوف والقلق من شكل الجسم
    بعض الفتيات يقلقن من زيادة الوزن أو من استخدام الإبر يوميًا، مما يسبب توترًا نفسيًا يؤثر أيضًا على مستوى السكر .
  5. الإجهاد الدراسي والضغط النفسي
    القلق والضغوط النفسية قد ترفع نسبة السكر في الدم بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول .

رابعًا: المضاعفات المحتملة عند ضعف السيطرة على السكر

عند عدم التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم، يمكن أن تحدث بعض المضاعفات مثل :

  • الحماض الكيتوني السكري (DKA): وهي حالة طارئة تحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الإنسولين فيبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، مما ينتج أحماضًا خطيرة في الدم .
  • بطء النمو وتأخر البلوغ: بسبب نقص الإنسولين وتأثر الهرمونات .
  • مشاكل في العينين أو الكليتين: على المدى البعيد نتيجة ارتفاع السكر لفترات طويلة .
  • اضطرابات في الهرمونات الأنثوية مما قد يؤثر في المستقبل على الخصوبة أو انتظام الدورة الشهرية .

الآثار الجانبية للسكري من النوع الأول 

الآثار الجانبية للسكري من النوع الأول 

خامسًا: الجانب النفسي والاجتماعي

عند الفتيات مرحلة البلوغ من المراحل الأكثر حساسيه من الناحية النفسية، حيث تبدأ الفتاة في تكوين شخصيتها ورغبتها في الاستقلال . 

ولكن بالنسبة للفتيات المصابات بالسكري، قد تكون هذه المرحلة أكثر صعوبة لأن المرض يحتاج إلى التزام دقيق بالعلاج والغذاء .

قد تشعر بعض الفتيات بالضيق من القيود المفروضة عليهن، أو من مراقبة الأهل، أو من الشعور بالاختلاف عن صديقاتها لذلك، من المهم أن تتلقى الفتاة دعمًا نفسيًا وتفهمًا من الأسرة والمدرسة حتى تشعر بالراحة والثقة .

سادسًا: نصائح للفتيات المصابات بالسكري

  1. المتابعة المنتظمة مع الطبيب: لضبط جرعات الإنسولين ومتابعة النمو والدورة الشهرية .
  2. الالتزام بالغذاء الصحي: تناول وجبات متوازنة تحتوي على الخضروات، البروتين، والحبوب الكاملة .
  3. ممارسة الرياضة: مثل المشي أو السباحة لتحسين حساسية الجسم للإنسولين .
  4. قياس السكر بانتظام: لمعرفة تأثير الطعام والنشاط والضغط النفسي على مستوى السكر .
  5. الدعم النفسي: التحدث مع الأهل أو الأصدقاء أو الطبيب النفسي عند الشعور بالقلق أو الإحباط .
  6. الوعي بالحمل المبكر : على الفتيات في سن البلوغ أن يفهمن مخاطر الحمل غير المخطط له عند وجود مرض السكري، وضرورة ضبط السكر قبل الحمل .

وفي الختام …

إن مرحلة البلوغ هي فترة مهمة ومليئة بالتغيرات في حياة الفتاة، وخاصة الفتاة المصابة بالسكري . 

التحكم الجيد في السكر في هذه المرحلة يضمن نموًا طبيعيًا، ونضجًا جسديًا ونفسيًا سليمًا، ويقلل من خطر المضاعفات المستقبلية .

ولكي تحقق الفتاة ذلك، فهي تحتاج إلى تعاون بين الأسرة، والفريق الطبي، والمدرسة، إضافةً إلى الوعي الذاتي بأهمية العناية بالصحة .

إن فهم التغيرات التي تحدث خلال البلوغ وكيفية التعامل معها يساعد الفتيات المصابات بالسكري على عيش حياة طبيعية وسعيدة، مليئة بالنشاط والطموح..


المرجع :
PubMed Center

الآثار الجانبية للسكري من النوع الأول 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المقالات قد تكون مهتمًا أيضًا بـها ،،