ابتسامة عريضة متفائلة تخط آمال المستقبل الوظيفي، شهادة طموح تعانق الأرض عرضًا والسماء طولاً، تساؤلات عدة تدور داخل الرأس الذي زينته قبعة التخرج ،،،
هل سأنجح في سوق العمل ؟ هل سأحصل على الفرص التي طالما حلمت بها ؟ هل سأجد وظيفة ؟!
لا يهم إن كانت تساؤلات خريجي الثانوية العامة أو الجامعة أو ما فوق الجامعي، فالشعور بالإنجاز ليس حكراً على أحد، والتطلعات مفتوحة للجميع في عالم الوفرة، كما أن القلق طبيعة بشرية لا يمكن إغفالها، مهما تغيّرت ظروف المكان والزمان ومهما كانت مرتبة الخريج فإنّ خواطر يوم التخرج تحمل طابعاً واحداً، لها أنفاس واحدة وآمال وطموحات وتساؤلات.
وبعد التخرج تبدأ رحلة البحث المستمر والتقديم على وظائف هنا وهناك، نعقد آمالاً على بعضها فنصاب بخيبة الأمل جراء الرفض أو التجاهل من قبل جهة التوظيف، نبحث عن وظيفة في مكان ما فنحصل عليها في مكان آخر ، والقلة تتخرج بوظيفة مضمونة، لكن الجميع دون استثناء يسير في القارب نفسه يوم توقيع عقد العمل، فالتطلعات واحدة والتحديات واحدة.
في سلسلة مقالات ( انطلاقة ،، بداية الرحلة في سوق العمل ) سنستعرض معاً مفاتيح الحصول على الوظيفة المناسبة، وكيف تحددين نقاط ضعفك وقوتك، وكيف تكتبي سيرتك الذاتية وغيرها من المقالات المهمة والمفيدة لكِ في حياتك العملية .
مفاتيح الحصول على الوظيفة المناسبة
قد تكون رحلة البحث عن العمل متعبة، كيف أبدأ ومن أين أبدأ وماذا يجب علي الانتباه له؟ هي غيض من فيض الأسئلة التي تسألها الباحثات عن العمل باستمرار ، وبسبب ندرة المصادر التي تعطي إجابات واضحة لمثل هذه الأسئلة قد يقع بعضهن في اختيارات خاطئة في بداية مسيرتها العملية، أو قد تتذبذب بين وظائف لا تلائم طموحاتها، وهذا ما حدث معي ومع الكثيرات من الباحثات عن العمل أو المقبلات على تغيير مسارهن الوظيفي، إليك مفاتيح الحصول على الوظيفة المناسبة :
اعرفي احتياجات سوق العمل
عندما لا تحسني قراءة احتياجات سوق العمل قبل دخولك الجامعة أو خلال دراستك الجامعية، فتتمسكي مثلاً بتخصص قد تشبع به سلك التعليم حيث أن الأسماء على قائمة الانتظار للتوظيف أطول من قائمة المقيدات على رأس العمل، وقد تتأخّري في سباق المؤهلات التي من الممكن أن تستخدميها كطوق نجاة في حال لم يسعفك مؤهلك الجامعي، فالإلمام بمهارات الحاسوب واللغة الإنجليزية – على سبيل المثال – أصبح من مسلّمات متطلبات التوظيف في الكثير من القطاعات.
إلا أنكِ لم تنتبهي لأهمية هذه المهارات إلا بعد البحث المستمر عن وظيفة بعد التخرج، فالبقاء على نهج الأولين دون الالتفات إلى التغيّرات الاقتصادية والثقافية قد يخذلك في وسط التغيّرات المستمرة في متطلبات سوق العمل
تختلف احتياجات سوق العمل حسب الرؤية الاستراتيجية والاقتصادية لأصحاب الأعمال، وكذلك حسب القرارات والتوجيهات الملكية، فعلى سبيل المثال، الاعتماد الكلي على المصادر النفطية وشركات الحفر والآبار تتطلب عددًا كبيرًا من خريجي هندسة البترول، أما التوجه الحديث للقطاعات الكيميائية وفتح مجالات الاستثمار الخارجي يتطلب عددًا من خريجي الكيمياء والهندسة الكيميائية والإدارة المالية. كذلك الحال مع التوجه إلى قطاعات السياحة والتجزئة وريادة الأعمال التي تتطلب مهارات خدمة العملاء والتسويق وإدارة الأعمال التي تعتبر حديثة نوعاً ما، إذا ما قورنت بمهارات التدريس والإدارة الصفية التي كانت طاغية على سوق العمل بالنسبة للنساء قبل سنوات.
كوني على اطلاع تام على متطلبات السوق من خلال متابعة الحركة الاقتصادية ومواقع التوظيف وخبراء الموارد البشرية وقراءة رؤية 2030 ففيها توضيح مسهب لتوجهات المملكة الاقتصادية التي تساعدك على استشفاف التخصصات المستقبلية المطلوبة.
بما أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فقد لا تحصل كل واحدة منا على فرصة الدراسة في مجال مطلوب، لا لتقصير منها، بل لظروف خارجة عن إرادتها، فلربما لم يسعفها معدل المرحلة الثانوية في الحصول على فرصة التقديم على تخصص مطلوب، أو لربما كان معدّلها عاليًا ولكن محدودية المقاعد المتاحة في تخصصات معينة حالت بينها وبين الحصول على فرصة دراسة، وقد لا يتوفر التخصص في الجامعات الحكومية فيضطر البعض لتحمل أعباء تكاليف الجامعات الخاصة التي قد تفوق القدرة المادية للعائلة، أو القبول بالمتاح من تخصصات من أجل الحصول على شهادة جامعية.
وهناك من لا تسمح لها ظروفها بالسفر إلى منطقة أو دولة أخرى للدراسة في حال توفر التخصص الذي ترغب به خارج حدود المنطقة التي تسكنها.
وهنا يمكنك تدعيم شهادتك الجامعية بالحصول على شهادات عالمية معتمدة في المجال الذي ترغبين العمل به مثل شهادة CMA أو CPA في المحاسبة، PMP في إدارة المشاريع أو CFA في الإدارة المالية وغيرها الكثير في مجالات الموارد البشرية والبرمجة والتجزئة.
كما سيفيدك الانضمام إلى الحسابات المتوفرة لخدمة الطلاب والباحثين عن العمل، مثل حساب دروب الذي يساهم في تطوير المستوى الوظيفي وحساب رواق الذي يُعنى بتقديم برامج التعليم المفتوح، ومن المواقع الأجنبية الجيدة موقع skillshare الذي يقدم برامج تعليمية وتطويرية متنوعة.
المرجع
كتاب ثقي بالمياه – لحياة مهنية أكثر نجاحاً وسعادة- فاتن الحسين