الملل عند المراهقات: كيف نتغلب عليه ؟

الأسباب التي تؤدي إلى شعورك بالملل، وكيف يمكنك تحويل هذه المشاعر إلى فرصه للنمو والإبداع ..


الملل عند المراهقات

هل شعرتِ يومًا بذلك الفراغ الداخلي الذي يجعلكِ تتساءلين :
“ماذا أفعل؟” أو “لماذا فقدت حماسي للأشياء التي كنت أحبها؟”.…
تفتحين هاتفكِ وتغلقينه من دون هدف.. 
تحاولين أن تشغلي نفسك بأي شيء لكن لا شيء يلامس مشاعرك..
حتى الأشياء التي كنتِ تُحبينها لم تعد تُثيركِ كما كانت تثيرك من قبل!

هذه المشاعر ليست غريبة، بل هي جزء طبيعي من رحلة النمو، خاصة في مرحلة المراهقة، فخلال هذه الفترة الانتقالية، تتلاشى اهتمامات الطفولة تدريجيًا، وفي الوقت نفسه، لم تتضح بعد اهتماماتك الجديدة التي تناسب شخصيتكِ الناضجة. هذا الشعور بالوقوف في المنتصف، بينما كنتِ عليه وبينما تطمحين أن تكونيه، هو ما يغذي شعور الملل .

؜في هذا المقال، سنستكشف معاً الأسباب التي تؤدي إلى شعورك بالملل، وكيف يمكنك تحويل هذه المشاعر إلى فرصه للنمو والإبداع ..

ما هي أسباب شعورك بالملل ؟

هناك عدة عوامل التي قد تؤدي إلى الشعور بالملل عند المراهقات، ومنها :

  • قلة التحديات : عندما تخلو حياتك من التحديات أو عندما يتم توفير كل المتطلبات بشكل مبالغ فيه، وتحصلين على كل ما تريدينه بسهولة، قد تفقدين متعة التحدي والسعي لتحقيق الأهداف. وهذا يجعلكِ لا تشعرين بقيمة الأشياء، مما يولد فراغًا داخليًا .
  •   الروتين اليومي : تكرار الأنشطة نفسها يوميًا يجعل الحياة تبدو رتيبة ومملة. التغيير والتنوع ضروريان للشعور بالنشاط والحيوية .
  • الضغوط النفسية : التحديات الدراسية أو الاجتماعية قد تسبب إرهاقًا وفقدانًا للحماس .
  • التغيرات في مرحلة المراهقة : يمر دماغكِ بتغيرات كبيرة خلال هذه المرحلة، مما يجعل الأنشطة الروتينية تبدو أقل جاذبية .
  • الاستهلاك السلبي للتكنولوجيا : قضاء ساعات طويلة في التمرير العشوائي على وسائل التواصل الاجتماعي دون تفاعل حقيقي يستهلك طاقتكِ العقلية ويزيد من شعورك بالفراغ .
  •   عدم وجود أهداف واضحة : عندما لا يكون لديكِ شيء تتطلعين إليه، يصبح من الصعب إيجاد الحافز للقيام بأي شيء .
  • الوقت الفائض : عندما يكون لديكِ الكثير من وقت الفراغ ولا تعرفين ما تفعلين به، قد يؤدي ذلك إلى شعورك بالملل .

والشعور بالملل تترافق معه العديد من الأعراض كالإحباط السريع من أمور صغيرة، واللامبالاة : حتى الأشياء المفضلة تفقد بريقها، والتعب المستمر رغم عدم بذل مجهود، و العصبية والتوتر والعزلة : مثل الانسحاب للغرفة ورفض التواصل .  

هل صحيح أن الملل مفيد أحياناً ؟

قد يؤثر الملل عليكِ بشكل سلبي، فيُضعف ثقتكِ بنفسكِ، ويبعدكِ عن هواياتكِ المفضلة. قد تجدين نفسكِ تنخرطين في سلوكيات غير صحية، مثل الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو تراجع أدائكِ الدراسي. لكن الملل يمكن أن يكون فرصة للتفكير في ذاتك وأهدافك، مما يوقظ إبداعك ويساعدك على اكتشاف شغفكِ الحقيقي. إنه إشارة من عقلك يخبركِ بأن الوقت قد حان للتغيير والنمو .

الملل عند المراهقات
متى يصبح الملل مشكلة حقيقية ؟

متى يصبح الملل مشكلة حقيقية ؟

يتحول الملل إلى خطر إذا أدى بكِ إلى العزلة التامة، أو صاحبه بكاء مستمر، أو رفض للطعام. في هذه الحالات، قد يكون مؤشرًا على مشكلات نفسية تحتاج إلى مساعدة متخصصة .

دليلك العملي : نصائح للتغلب على الملل واستعادة حماسك ونشاطك

إليكِ بعض الأفكار والنصائح التي يمكن أن تساعدكِ في تحويل الملل إلى طاقة إيجابية :

  • غيري نظرتكِ للأمور : بدلًا من الاستسلام للأفكار السلبية، حاولي أن تنظري للحياة بشكل أكثر إيجابية. هذا التغيير البسيط يمنحكِ القدرة على التحكم في مشاعرك .
  •   مارسي الرياضة : الحركة تحسّن المزاج وتمنحكِ طاقة إيجابية. سواء كان المشي، اليوجا، أو أي رياضة تحبينها، اجعليها جزءًا من روتينك .
  •   تعلمي مهارة جديدة : استبدلي التمرير العشوائي بدورات تعليمية عبر الإنترنت. تعلم لغة جديدة، البرمجة، أو التصميم يمكن أن يوقظ إبداعك ويشغل وقتكِ بشكل مفيد .
  •   جدّدي مساحتك : حاولي تغيير ديكور غرفتك. إعادة ترتيب الأثاث أو إضافة لمسة بسيطة مثل نباتات صغيرة أو ألوان زاهية يجدد شعورك بالحيوية .
  •   تواصلي مع الآخرين : اقضي وقتًا مع عائلتك أو أصدقائك، أحيانًا، مجرد التحدث مع من تثقين به يغيّر من شعورك .
  •   اقرئي واكتشفي : القراءة هي بوابتكِ لعوالم جديدة. اختاري كتابًا يعجبك، سواء كان رواية خيالية أو كتابًا عن تطوير الذات .
  •   انخرطي في تحديات مجتمعية : المشاركة في تحديات مثل القراءة أو الفنون، أو التطوع في فعاليات اجتماعية، يضيف عنصر المنافسة والمتعة ويساعد في بناء علاقات جديدة .
  •   خصصي وقتًا لهواياتك : خصصي وقتًا للأشياء التي تحبينها حقًا، مثل الرسم، الكتابة، أو التصوير . الإبداع يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للشغف .
  • قسّمي المهام الكبيرة : إذا كانت الأعمال المتراكمة هي سبب الملل، قسّميها إلى أجزاء أصغر   وأسهل. هذا يسرّع الإنجاز ويمنحكِ شعورًا مستمرًا بالإنجاز .
  • ابتكري حوافز جديدة : إذا كان الملل ناتجًا عن قيامك بمهام لا تحبينها (مثل المذاكرة أو الأعمال المنزلية)، حاولي ربطها بحوافز وأهداف إيجابية، فهذا سيجعل المهمة أكثر متعة وسهولة .
  • أدخلي السعادة على قلوب الآخرين : انشري السعادة من حولك بمساعدة محتاج أو الاطمئنان على صديق حزين. هذه المبادرات الصغيرة تمنحكِ شعورًا بالرضا .

هل مواقع التواصل الاجتماعي هي الحل ؟

قد تلجئين إلى مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من الملل، لكنها في الواقع غالبًا ما تكون جزءًا من المشكلة. على الرغم من أن هذه التطبيقات جزء من حياتنا اليومية، إلا أن استخدامها بشكل مفرط يمكن أن يزيد من شعورك بالفراغ، لأنها لا تتطلب مجهودًا فكريًا أو بدنيًا حقيقيًا. التمرير المستمر لا يملأ الفراغ، بل يؤجله .

في الختام

تذكري أن الشعور بالملل ليس حالة دائمة، بل هو تذكير بأن هناك عالمًا كاملًا ينتظركِ لتكتشفيه . لا تدعي هذه المشاعر تسيطر على يومك، بل استخدميها كوقود يدفعكِ لاستكشاف مهارات جديدة، وتجارب مختلفة، وشغف لم تكتشفيه بعد .

تذكري دائمًا أن أفضل طريقة للتغلب على الملل هي أن تكوني أنتِ صانعة لحظاتكِ الجميلة، لا مجرد مستهلكة لها .

ما هي أول خطوة ستتخذينها اليوم لتغيير روتينكِ؟


المرجع :

Maria Papadima


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *