كانت هناك فترة اعتقدتُ فيها أن الحمل أمر صعب، وكانت هناك أيضًا فترة شعرت فيها أن تربية طفل واحد أمر أصعب، وبعد أن أنجبت طفلي الثاني، أدركتُ أيضًا أن الحياة مع طفلين صغيرين صعبة بالتأكيد .
ومع ذلك، لم أكن اعلم أبدًا أن العودة إلى العمل بعد إنجاب طفلين (كلاهما أقل من 5 سنوات) ستكون التجربة الأكثر إرهاقًا في حياتي حتى الآن، سواء جسديًا أو عاطفيًا .
على مدار السنوات الثلاث الماضية، وجدت أن الأمر أكثر فائدة عندما أتمكن من إدارة وقتي بين العمل والمنزل بفعالية، ومن خلال الالتزام بقواعد معينة قمت بتنفيذها، وألتزم بها الآن بدقة، وجدتُ التوازن الذي يناسبني وقد يناسبك أيضًا .
اخرجي عقلك من الباب
عندما تخرجين من الباب في الصباح للذهاب إلى العمل، أغلقي الباب خلفك واحملي عقلك مع جسدك، هذا ليس بالأمر السهل كما يبدو، ولكن لا جدوى من إرهاق نفسك بالمشاكل التي في المنزل، سيكون هناك دائمًا مغسلة لتنظيفها وملابس لطيها وأطفال لرعايتهم، إذا كنتِ بحاجة إلى التخطيط لبعض الأشياء، مثل الغداء أو مواعيد الطبيب أو مواعيد اللعب، فخصصي وقتًا محددًا من تقويمك وقومي بذلك، بدلاً من السماح لهذه المهام باستهلاك تفكيرك في يومك بالكامل .
إن الأفكار المتعلقة بقائمة المهام التي لا يمكنك القيام بها أثناء وجودك في العمل، تشغل تركيزك ولا تستحق الجهد العقلي الذي تبذلينه .
اخفضي معاييرك
أعلم أنكِ تلتزمين بأعلى معايير، ولن ترضي بأي شيء آخر .
لكن المعايير العالية لها مكانها (خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلامة)، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى خيبة الأمل عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي تخيلتها أو تمنيتها، أي شخص يعتني بأطفالك أثناء وجودك في العمل، سوف يفعل بعض الأشياء بشكل مختلف عنك .
تقبلي الأمر طالما أنهم آمنون ويتم الاهتمام بهم، فلا بأس إذا لم تتم بعض الأمور بالطريقة التي كنت ستفعلينها أنتِ .
افصلي عوالمك
أنت أم طوال اليوم، ولكن عندما تدخلين إلى المكتب، فهذه فرصة لارتداء قبعة مختلفة . اعلم أنك تفتقدي أطفالك وتفضلي أن تكوني معهم أكثر من أي مكان آخر في العالم، ولكن عندما تكوني في العمل، دعي عقلك في وضع العمل، دعي المحادثات تدور حول شغفك أو هواياتك، إنه تذكير لكِ بأنكِ يمكن أن تكوني شيئًا آخر إلى جانب كونك أمًا، وأن هناك المزيد من الفرص لك .
تقبلي الحقيقة المرة
أنت الأم، عندما عدتِ إلى العمل لأول مرة وكان شخص آخر يعتني بأطفالك، فوجئتِ بمدى الغيرة التي شعرتِ بها ماذا لو لم يحبوني بنفس القدر؟ لقد شعرتِ بالانزعاج الشديد .
لا تقلقي و تذكري دائمًا أنكِ ستكونين ملاذهم الآمن، وأفضل صديق لهم، ورفيقهم المقرب، وكل شيء بالنسبة لهم، سيبحثون عنك دائمًا عندما يحتاجون إلى الدعم . وتخيلي ماذا؟ إنهم يعرفون أنكِ ستكونين بجانبهم، تمامًا كما كنتِ دائمًا .
تخلصي من الذنب
إنك تحملي على كتفيكِ ما يكفي من الأعباء، فلا تزيدي من هذا الشعور بالذنب الذي تحملينه معك أينما ذهبتِ، فلا تحمليه معك إلى المكتب، ولا تحمليه عندما تعملين في وقت متأخر، ولا تأخذيه إلى الاجتماعات، ولا تجعلي له مكاناً في قلبك، انظري إلى ما هو أبعد من ذلك وانظري إلى ما تفعلينه لأطفالك وما هي الدروس التي يتعلمونها منك، إنهم يتعلمون ما يعنيه العمل الجاد، وأن يكونوا مسؤولين وملتزمين وصادقين، وفي نهاية يوم طويل وشاق، لا تكوني الأم التي تشعر بالذنب، بل كوني موجودة من أجل أطفالك ومارسي دورك كأُماً بكل بساطة .
خططي ، خططي ، خططي
اجعلي التخطيط أمرًا فطريًا بحيث يصبح أمرًا طبيعيًا بالنسبة لك، ضعي قائمة طعام مثبتة على ثلاجتك كل بداية أسبوع حتى لا تضطري إلى التفكير في ما ستأكلون كل يوم على الغداء، كما يسمح ذلك لك بالتسوق وشراء مقاضي الأسبوع بطريقة منظمة .
خططي أنتِ وزوجك للأنشطة اللامنهجية والنزهات الأخرى للأطفال في عطلات نهاية الأسبوع، عندما تتمكني من غسل الملابس وتحددي وقتًا للتخطيط، وبقدر ما قد يبدو هذا أمرًا مهووسًا، إلا أنه يعمل العجائب في الحفاظ على الحياة أكثر تنظيمًا وعلى عقولنا أقل ارتباكًا .
في الأوقات الصعبة ،،،، انظري إلى الصورة الأكبر
سوف تأتي أيام تفشلين بها . توقعي ذلك، وكوني مستعدة لها، هناك أيام أشعر فيها أن حياتي تنهار، هناك أيام أفشل فيها في الوفاء بالتسليم في المواعيد النهائية في العمل، وينتهي بي الأمر إلى اصطحاب الأطفال في وقت متأخر، وأصرخ على أطفالي، وأتشاجر مع زوجي دون سبب واضح، وأذهب إلى الفراش وأنا أشعر بالخزي والذنب في قلبي والدموع في عيني .
ولكن هناك شيء واحد تعلمته وهو أن الليل سينتهي، وسيأتي يوم آخر، وسيمضي هذا اليوم وسيكون هناك أيام جيدة أكثر من السيئة، وعندما أنظر إلى صورة حياتنا، أجدها حقاً جميلة .
و أخيراً تعاملي بالحب
قد لا تكون وظيفتك هي شغفك، ولكن سواء أعجبك ذلك أم لا، تقبلي الأسباب التي دفعتك إلى القيام بها، ثم افعلي أفضل ما بوسعك .
اسكبي حبك في شريك حياتك لأنه سيكون بجانبك في كل الأوقات الصعبة، عندما يكون العمل صعبًا وتربية الأبناء أصعب، سيكون بجانبك عندما يغادر الأطفال، وعندما تنتهي أيام عملك وتصبحان أكبر سنًا وأكثر حكمة .
أحبي أطفالك واستمتعي بالوقت الذي تقضيه معهم ،،
قد يكون الحصول على كل شيء والتعامل معه أمرًا صعبًا، ولكن في النهاية سيجد الحب طريقه ..
مقتبس من Motherly
ترجمة : فاتن خالد