حددت منظمة الصحة العالمية المراهقين بأنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 19 عاماً، وتمثل فترة البلوغ واحدة من التحولات الحاسمة في عمر الطفل .
وتقول منظمة الصحة أن هناك شخصاً واحداً من بين 6 أشخاص في العالم في سن البلوغ، وهو ما يعني أن هناك 1.2 مليار في سن البلوغ .
ويشير تقرير صدر عن منظمة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى أن فترة البلوغ تعد فترة حاسمة لتطوير عادات اجتماعية وعاطفية مهمة للسلامة النفسية، والحفاظ عليها .
ومن بين تلك العادات اتباع أنماط نوم صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتطوير مهارات التكيّف مع الأوضاع وحل المشاكل ومهارات التعامل مع الآخرين، وتعلم كيفية إدارة العواطف .
وتعتبر المنظمة أن البيئات الداعمة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي بنطاقه الأوسع مهمة أيضا في الحفاظ على الصحة النفسية للفتيات .
وتشير التقديرات إلى أن 10 إلى 20% من الفتيات على الصعيد العالمي يعانون من اعتلالات الصحة النفسية، إلا أن مستوى تشخيص وعلاج هذه الاعتلالات لا يزال متدنِ .
يقول التقرير إن من بين العوامل التي يمكن أن تسهم في الإصابة بالإجهاد خلال فترة المراهقة، الرغبة في الحصول على قدر أكبر من الاستقلالية والضغط المفروض من أجل التوافق مع الأقران واستكشاف الهوية الجنسية وزيادة فرص الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها .
ووفقاً للتقرير فإن العنف، بما في ذلك المعاملة القاسية من الأب والأم والمضايقة، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية هي مخاطر معترف بها على الصحة النفسية .
ومن أبرز الأزمات التي يواجهها الفتيات المشاكل العاطفية والسلوكية والمشاكل المتعلقة بالأكل
وتظهر الاضطرابات العاطفية عادة خلال فترة البلوغ، وعلاوة على الاكتئاب أو القلق، قد يشعر الفتيات اللاتي يعانون من اضطرابات عاطفية أيضًا بسرعة الانفعال أو الإحباط أو الغضب .
وقد تظهر أيضاً لدى الفتيات الأصغر سنًا أعراض ذات طبيعة بدنية ناجمة عن أسباب نفسية مثل الآلام في المعدة أو الصداع أو الغثيان .
ترى منظمة الصحة كذلك أن الاضطرابات السلوكية عند الأطفال تعتبر ثاني الأسباب الرئيسية لعبء المرض بين صغار المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و 14 سنة، والسبب الرئيسي الحادي عشر بين المراهقين الأكبر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 سنة .
وتظهر اضطرابات الأكل عادة خلال مرحلتيْ المراهقة ورشد الشباب، وتصيب الإناث أكثر من الذكور .
وتتميز اعتلالات الأكل مثل القَهَم العُصابي والنُهام العصابي واضطراب نهم الطعام بسلوكيات أكل ضارة مثل الحد من السعرات الحرارية أو نهم الطعام .
تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن الفتيات يشعرون في هذه المرحلة أنهم بالغون بالفعل، لكن في واقع الأمر، هم لا يزالون أطفالًا .
ومع التغيرات الهرمونية والكثير من الأمور التي تحدث في أجسامهم، يكون من الصعب عليهن التعامل مع كثير من المواقف على النحو المناسب .
وتضيف أن الفتيات في هذه المرحلة، يمرون بمرحلة حرجة للغاية من حياتهم، فهم بحاجة إلى آبائهم ومعلميهم لرعايتهم والاهتمام بهم ومنحهم الشعور بالانتماء، لكنهم لن يطلبوا ذلك أبدًا .
وإذا شعرن الفتيات أن آباءهم ومعلميهم لا يساندونهم، وينتقدونهم باستمرار، ويعاقبونهم دائمًا، ويصدرون أحكامًا على كل خطوة من خطواتهم دون وجود حوار حقيقي بينهم، فسوف يشعرون بعدم الانتماء وهم داخل منازلهم ومدارسهم .
تشير اليونيسيف أيضا إلى أن من بين العوامل التي تؤثر في سلوك الفتيات
أولاً : التغيرات التي تحدث في أجسامهن مع البلوغ، إذ يمكن أن تتسبب التغيرات الجسدية و الهرمونية في تكوين صورة مشوهة لدى الفتاة عن جسدها، كما تتسبب التغيرات الهرمونية في حدوث تقلبات مزاجية حادة .
ثانياً : حاجتهم إلى إثبات أنهم أصبحوا بالغين وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا مستقلين، مما قد يتسبب في تمردهم على القواعد .
ثالثاً : أشياء تحدث بالمنزل مثل الغيرة الأخوية، النزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها المراهق، وغير ذلك .
رابعاً : أشياء تحدث في المدرسة مثل الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك .
خامساً : عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم خوفًا من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم .
سادساً : عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو التغذية الصحية .
وتشير اليونيسيف إلى ضروة اتباع الآباء خطوات معينة من أبرزها اختيار اللحظة المناسبة للحديث مع أطفالهم وإظهار الاهتمام بما يقولونه وتجنب مقاطعتهم حتى الانتهاء من حديثهم .
كما يجب على الآباء أيضا تجنب إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم إذا قالوا أنهم ارتكبوا خطًأ ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبار آبائهم .
المرجع
BBC NEWS