في هذا الوقت بالتحديد ومع السرعه الأيام، وكثرة الضغوطات النفسية والتقلبات المزاجية، تبحث الفتيات عن طرق لتحسين صحتهم الجسدية والعاطفية .
حيث أن بعض الفتيات قد يتجهن إلى الحلول السريعة مثل المكملات أو الأدوية لعلاج اضطرابات النوم، التوتر، أو زيادة الوزن، إلا أن الحلّ الأقرب والأكثر فعالية لصحة الجسد من الداخل والخارج قد يكون ببساطة التمارين الرياضية .
فالرياضة أيضاً لا تُقوّي الجسد فقط، بل تُعيد توازن الهرمونات التي تلعب دورًا كبيرًا في الصحة النفسية والجسدية .
وهذا ما تؤكده الأبحاث الحديثة، حيث تبين أن النشاط البدني يُساعد في تنظيم أهم الهرمونات في جسم الفتاة، خاصة في فترات التغيرات الهرمونية مثل البلوغ أو الدورة الشهرية .
في البدايه سنتعرف ما هي الهرمونات ولماذا هي مهمة ؟
الهرمونات هي رسائل كيميائية يُنتجها الجسم عبر الغدد الصماء وتنتقل عبر الدم لتصل إلى الأعضاء والأنسجة .
وهي تؤثر في كل شيء تقريبًا في النمو، والتمثيل الغذائي، والهضم، والنوم، المزاج، والطاقة، ومن خلال النشاط البدني المنتظم، يمكن للفتيات التأثير إيجابًا على توازن هذه الرسائل الحيوية .

هرمونات تتأثر إيجابًا بالرياضة
الدوبامين – هرمون السعادة
يُحفّز الشعور بالإنجاز والتحفيز، ترفع التمارين مستويات الهرمون، فيقلل التوتر يزيد الطاقة والتركيز، لذلك تشعر الفتاة بعد التمرين بأنها أكثر خفة وسعادة .
السيروتونين – من أجل نوم ومزاج أفضل
يرتبط بتحسين النوم، تنظيم الشهية، وتثبيت المزاج أيضاً، يساعد النشاط البدني المنتظم على رفع هرمون السيروتونين، مما يمنح الفتاة نومًا عميق ومزاجًا أكثر هدوءاً .
الأنسولين – التوازن السكري والطاقة
هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، حيث أن الرياضة تُحسن من حساسية الجسم للأنسولين، وتُخفف من مقاومته، ما يقلل خطر الإصابة بالسكري، خصوصًا للفتيات المصابات بـمتلازمة تكيّس المبايض (PCOS) .
الكورتيزول – هرمون التوتر
يرتفع هرمون الكورتيزول عند التوتر أو خلال التمارين القاسية، هو مفيد على المدى القصير، لكن ارتفاعه المزمن بسبب التمارين المفرطة دون راحة قد يُضعف المناعة ويُقلل من بناء العضلات .
الإبينفرين والنورإبينفرين (الأدرينالين)
يُنشّطان الجسم خلال التمرين، يزيدان من تدفق الدم والطاقة، ويُساعدان على زيادة الحرق وتحسين الأداء الرياضي .
هرمون التستوستيرون – لبناء العضلات
رغم أنه هرمون ذكوري، إلا أن وجوده بكميات قليلة لدى الفتيات ضروري لبناء العضلات واستعادة الطاقة بعد التمارين، ترتفع مستوياته مع تمارين القوة والمقاومة .
هرمون النمو (HGH)
يُنتج أثناء النوم العميق، ويُحفَّز أيضًا عبر التمارين المكثفة، مما يُساعد على تجديد الخلايا، بناء العضلات، تقوية العظام، وتنظيم الدهون في الجسم .
BDNF – لتقوية الدماغ
عامل غذائي يُحفّز تجدد الخلايا العصبية، ويُحسّن التركيز والذاكرة، حيث أن التمارين المكثفة ترفع مستوياته، مما يُفيد الصحة الذهنية .
الإستروجين – هرمون الأنوثة
مهم للدورة الشهرية، الحالة المزاجية، وصحة العظام، تساعد التمارين المنتظمة على موازنة الإستروجين، وتخفيف أعراض ما قبل الدورة .
أفضل التمارين لتوازن الهرمونات
- اليوغا والبيلاتس : تُخفف التوتر وتحسّن المرونة والتركيز، كما أنها تدعم توازن الإستروجين وتُخفف من أعراض انقطاع الطمث .
- تمارين القوة : مثل رفع الأثقال أو استخدام أربطة المقاومة، تُساعد على بناء العضلات وتحفيز هرمونات النمو والتستوستيرون .
- التمارين الهوائية (الكارديو) : مثل المشي السريع، الجري، وركوب الدراجة، تُعزز الطاقة وتُساعد في ضبط مستوى السكر .
- التمارين عالية الشدة (HIIT) : تتضمن دفعات من الجهد العالي مع فترات راحة قصيرة، فعّالة جدًا في تحسين حساسية الأنسولين وزيادة هرمونات النمو، لكن لا يُنصح بالإفراط فيها؛ يكفي 2–3 مرات أسبوعيًا .

اجعلي الرياضة أسلوب حياة
ليس الهدف من التمارين أن تحصلي على نتيجة فورية، بل أن تجعلي النشاط البدني عادة يومية .
استمري، حتى في الأيام التي تشعرين فيها بالتعب أو الكسل، فالتغيير الحقيقي يأتي من المثابرة، لا من الكمال .
يُقال إن الجسم يتغير حين تبدأ الفتاة فيه بالاهتمام، والرياضة هي من أهم أشكال هذا الاهتمام بصحتك .
هي ليست فقط وسيلة لحرق السعرات، بل طريقة ذكية لتقوية جسدك وصحتك، وتنظيم الهرمونات، والحفاظ على التوازن في وقت يزيد فيه المغريات .
المرجع :
اترك تعليقاً