هل تشعرين أحيانًا أن هناك شرارة إبداع أو موهبة فريدة تكمن في أعماقك، تنتظر من يحررها ؟
أو ربما يراودكِ شعورٌ بالفراغ رغم نجاحكِ الدراسي وعلاقاتكِ الاجتماعية ؟ لا تقلقي! هذا الشعور قد يكون نداءً داخليًا يدعوكِ لاكتشاف مواهبكِ المخفية!
كل فتاة، خاصة في مرحلة المراهقة المليئة بالاكتشاف، تحمل بداخلها كنوزًا من المهارات والقدرات، قد تكون هذه المواهب قد نُسيت، أو تخلّيتِ عنها خوفًا، أو لم تكتشفيها بعد بسبب انشغال الحياة، هذا المقال هو دليلكِ الشخصي لاكتشاف تلك الجواهر الكامنة وإطلاق العنان لإمكانياتك الغير محدودة!
ما هي المواهب الخفية ؟
هي مهارات وقدرات فطرية كامنة بداخلنا، لا تظهر دائمًا بوضوح أو لا ندركها بأنفسنا. غالبًا ما تبقى هذه المواهب غير مكتشفة بسبب قلة الوعي، نقص الفرص، أو غياب التشجيع الخارجي لاستكشافها. لكن بمجرد أن نكتشفها، يمكنها أن تساهم بشكل كبير في النمو الشخصي والشعور بسعادة غامرة ونحن نمارسها .
فرشاة سارة واللوحة التي غيّرت حياتها!
تخيّلي معي “سارة”، مراهقة في الخامسة عشرة. كانت تحب الخربشة في دفاترها، لكنها لم تعتبر نفسها “فنانة”. ذات يوم، شجعتها صديقتها على المشاركة بمسابقة رسم مدرسية. رغم خوفها، رسمت لوحة تعكس مشاعرها الدفينة. والنتيجة ؟ فازت بالمركز الأول وأبهرت الجميع! هذه اللحظة كانت شرارة تحولها. بدأت تأخذ دروس رسم، عرضت أعمالها، والآن تحلم بدراسة الفنون. كل هذا بدأ عندما تجرأت على المحاولة!

والآن، حان وقت العمل! كيف تكتشفين مواهبكِ الخفية؟!
“كل إنسان يمتلك مجموعة فريدة من الذكاءات، والتي تمثل بذورًا لمواهب وقدرات كامنة تنتظر الاكتشاف والرعاية.” وإليكِ بعض النصائح الذهبية التي ستساعدكِ على الكشف عن مواهبكِ الخفية وتطويرها :
- التأمل والحوار مع النفس : اسألي نفسك : ما هي الأشياء التي تستمتعين بفعلها دون أن تشعري بالجهد ؟ “ماذا أحب أن أفعل حتى لو لم أتقاضَ عليه مالًا؟ “
“ما الذي يجعل الوقت يطير بسرعة ؟”
“ماذا كنتُ أعشق وأنا صغيرة؟”
اكتبي أفكارك في دفتر خاص . - ابحثي عن نقاط القوة : ما المادة الدراسية التي تتفوقين فيها ؟
ما المهمه التي تجيدين القيام بها ، ويطلب منكِ الآخرون المساعدة فيها دائمًا ؟
هذه إشارات مهمة! - جربي أشياء جديدة : لا تلتزمي بما هو مألوف! كوني جريئة واخرجي من منطقة راحتك، فعلى سبيل المثال، يمكنكِ تعلم أساسيات لغة جديدة عبر تطبيق، أو أنكِ تجربين التزيين، صناعة الهدايا، أو محاولة رسم “بورتريه” أو أي شيء يلفت انتباهك. سجّلي في ورشة عمل (فن، كتابة، برمجة، طبخ، رياضة…)، جربي كل شهر أنشطة وهوايات لم تجربيها من قبل، قد تفاجئين نفسك باكتشاف موهبة لم تخطر ببالكِ قط .
- اتبعي شغفك : لا تختاري شيئًا لمجرد أنه “موضة” أو لأن صديقاتك مهتمات به. واسألي نفسك ما هي الأمور التي تثير اهتمامك وتجعلكِ تقرأين عنها بشغف وتتابعينها على السوشيال ميديا وتتحدثين عنها بحماس ؟ ما هي الهوايات التي تتمنين لو كان لديكِ وقت لممارستها؟ اتبعي هذا الشغف، فهو بوصلتكِ نحو اكتشاف مواهب جديدة .
- اطلبي الدعم والمشورة : تحدثي مع صديقاتك، عائلتكِ، أو معلميكِ عن اهتماماتك وأحلامك، قد يكون لديهم أفكار أو اقتراحات قيمة لم تخطر ببالك من قبل .
- وثقي لحظات إنجازك : احتفظي بكل ما تنتجينه – رسومات، كتابات، صور لمشاريعكِ اليدوية، تسجيلات صوتية، فرؤية تطورك تحفزك!
- تحلي بالصبر والمثابرة (لاتستعجلي النتائج) : تذكري أن الموهبة هي إتقان لمهارة بطريقة قد يصعب على الآخرين إتمامها بنفس الجودة. لذا، تحتاج الموهبة دائمًا إلى الرعاية والاهتمام والتدريب والممارسة المستمرة. وهذا يتطلب منكِ الصبر وعدم اليأس أبدًا .
- توقفي عن المقارنة : ركّزي على تقدمكِ أنتِ فقط . كل فتاة لها رحلتها وقدراتها المتفردة. أنتِ تنافسين نفسكِ بالأمس .
- استخدمي الأدوات العلمية : استفيدي من الاختبارات الشخصية والميول والمواهب المعتمدة مثل مقياس الميول المهنية على موقع “هيئة تقويم التعليم والتدريب”(المركز الوطني للقياس)، قد تكشف لكِ مفاجآت عن نفسك .

كيف تستفيدين من مواهبكِ الخفية ؟
بمجرد أن تكتشفي مواهبكِ وتتعرفي عليها، حان الوقت لتحويلها إلى قوة دافعة في حياتك وتحقيق طموحاتك :
- خصصي وقتًا لممارسة وتطوير مواهبك، يمكنكِ أخذ دروس أو حضور ورش عمل أو الانضمام إلى نوادٍ أو مجموعات تهتم بمجال موهبتك. التعلم المستمر هو مفتاح التميز!
- ابحثي عن طرق لدمج مواهبكِ في حياتكِ اليومية، فيمكنكِ استخدامها في الدراسة، أو العمل، أو حتى في مساعدة الآخرين. هذا سيجعل حياتكِ أكثر متعة وإنتاجية .
- شاركي مواهبكِ مع العالم ولا تخفيها! شاركي مواهبكِ مع الآخرين. يمكنكِ عرض أعمالكِ الفنية، تقديم عروض، تعليم الآخرين ما تعلمتيه، أو التطوع في مجالات ذات صلة بمواهبك، فمشاركة الموهبة تزيد من بريقها .
- فكري في تحويل موهبتكِ إلى مهنة : إذا كنتِ تشعرين بشغف كبير تجاه موهبتك، لم لا تفكرين في تحويلها إلى مسار وظيفي ؟ يمكنكِ العمل كمستقلة، إنشاء مشروعكِ الخاص، أو البحث عن وظيفة تتناسب مع مجال موهبتك، تخيلي أن تعملي في ما تحبين!
“لكل منا أحلام، وكل منا يريد أن يؤمن في أعماق روحه بأن لديه موهبة، وأن بإمكانه إنجاز شيء متميز، كما أنه قادر على أن يؤثر في الآخرين بطريقة خاصة، كما يعتقد بأن بإمكانه أن يساهم فيما يمكن أن يجعل العالم مكانًا أفضل.”
تذكري دائمًا، أنك تمتلكين قدرات مذهلة تنتظر فقط الفرصة المناسبة لتشرق. كوني فضولية، شجاعة، ولا تخشي التجربة. فربما تكون موهبتكِ الخفية هي البوابة التي ستقودكِ إلى حياة مليئة بالسعادة والإنجاز والتميز! ما الذي تنتظرينه؟ ابدئي رحلة الاكتشاف الآن .
المراجع :
كتاب “الذكاءات المتعددة : نافذة على الموهبة والتفوق والإبداع” لسليمان عبد الواحد يوسف
كتاب “أيقظ قواك الخفية” لأنتوني روبنز
هيئة تقويم التعليم والتدريب”(المركز الوطني للقياس)
اترك تعليقاً