سلسلة تغيرات جسدية مليئة بالمشاعر

هل تساءلتِ يومًا عن تلك التغيرات الجسدية التي بدأت تظهر عليكِ ؟ تلك المنحنيات الجديدة، والشعر الذي يظهر في أماكن لم تتوقعيها ؟


هل تساءلتِ يومًا عن تلك التغيرات الجسدية التي بدأت تظهر عليكِ ؟ تلك المنحنيات الجديدة، والشعر الذي يظهر في أماكن لم تتوقعيها ؟ أوربما تساءلتِ : “هل هذا طبيعي ؟”.. أسئلة تَخطرُ ببال كل فتاة!  

  • لماذا يظهر حب الشباب فجأة ؟  
  • لماذا ينمو شعرُ الذراعين أو الساقين ؟  
  • هل من الطبيعي أن يكون أحد الثديين أكبر من الآخر ؟  
  • ولماذا أزداد طولي بسرعة ؟
  • لماذا شكلي غير متناسق ؟

هل شعرتِ بالحيرة أو القلق حيال ما يحدث لكِ ؟ لا تقلقي! هذه التغيرات هي جزء من مرحلة البلوغ، وهي فترة التحول السحري التي تمر بها كل فتاة، حيث يستعد جسمكِ لاستقبال أنوثتكِ بكل ما تحمله من جمال وقوة . 

في هذا المقال، سنقوم باستكشاف التغيرات الجسمية التي قد تطرأ عليكِ ومايتبعها من آثار نفسية وسلوكية، وماذا لو جاءت هذه التغيرات مبكرة جداً أو متأخرة ؟ هل هذا طبيعي ؟ هيا نتعرف معاً على أسرار البلوغ وكيفية التعامل معها بثقة!.

قصة ليلى : من الخوف إلى الثقة  

عندما لاحظتْ “ليلى” (10 سنوات) ظهورَ شعرٍ في ذراعيها وبداية نمو ثدييها، وظهور تغيرات ملحوظة في جسمها، ارتبكتْ وظنت أن شيئًا غريبًا يحدث! لم تكن تعرف من يمكنها أن تسأل، مما زاد من توترها. حاولت إخفاء مشاعرها، لكن القلق استمر في التزايد. لكن حديثها مع والدتها طمأنها وكشفت لها سرَّ هذه التغيرات، “إنها هرموناتُ البلوغ تُهيئ جسدكِ لمرحلة جديدة مليئة بالجمال والقوة”. اليوم، تَضحك ليلى على قلقها الماضي وتقول : “كانت مجرد بداية رحلتي نحو الأنوثة!”  

ما التغيرات الجسمية التي تحدث مع البلوغ :

يتميز النمو الجسمي في هذه المرحلة بسرعته الكبيرة التي يغلب عليها نقص الانتظام أو التناظر في أجزاء الجسم المختلفة، فالأنف يبدو كبيراً والوجه غير متناسق والجسم لا يتناسب طولاً وعرضاً مما يقلق المراهق بخصوص شكله ويفقده الاتزان الحركي، ويزيد من حرجه وتعثره وقلقه . ومن الطريف أن النمو الجسمي في هذه المرحلة لا يسير في توازن تام مع مظاهر النمو الأخرى، فنجد مثلاً فتاة تم نموها الجسمى بينما مازال نموها العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي لم ينضج بعد، ومن ثم قد يُخدع الكبار ويتوقعون منها أداء عقلياً أو سلوكاً انفعالياً أو تصرفاً اجتماعياً يتناسب مع نموها الجسمي، ويندهشون ويسخرون منها عندما يجدون سلوكها في هذه النواحي مازال غير ناضج بالفعل . وقد يحدث العكس تماماً فيتأخر النضج الجسمي قليلاً عن النضج العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي فيعامل الكبار الفتاة على أنها مازالت بعد طفلة، وهذا وذاك يؤثر تأثيراً سيئاً على النمو النفسي في هذه المرحلة .

وتهتم الفتاة أكثر من الفتى بالمظهر الشخصي من حيث الطول والوزن واختيار الملابس والاهتمام بالألوان الزاهية اللافتة للنظر والمظهر العام وتسعى دائماً لكي تبدو أكثر جمالاً وجاذبية ولذلك نراها تقضى وقتاً طويلاً أمام المرآة .

أولى العلامات التي تظهر لكِ

  • يبدأ الثديان في النمو وعادة ما تكون أولى العلامات التي قد تسبب لكِ قلقًا أو حيرة. وقد تلاحظين أن أحدهما قد يكون أكبر من الآخر في البداية، وهو أمر طبيعي تماماً، فلا تقلقي أو تشعري بالخوف أو الخجل .
  • يظهر الشعر في مناطق جديدة مثل العانة والإبطين، وهو أمر طبيعي أيضًا، جربي طرق إزالة الشعر بعد استشارة والدتك .
  • زيادة إفراز العرق .
  • بدء إفرازات المهبل بسائل أبيض شفاف اللون أو أصفر بدون رائحة كريهة أو حكة . 
  • بدء الدورة الشهرية : تعتبر الدورة الشهرية علامة مهمة في حياة كل فتاة، وتبدأ بين 9 – 16 سنة، وهناك اختلاف في طول الدورة الشهرية عند نفس الفتاة من دورة لأخرى، وقد تكون غير منتظمة في البداية عند بعض الفتيات وهذا طبيعي ولا داعي للقلق، إذ عادةً ما يحتاج جسم الفتاة إلى سنتين تقريبًا لتنتظم الدورة .
  • قد تظهر البثور أو مايسمى حَب الشباب بسبب زيادة إفراز الدهون في البشرة نتيجة التغيرات الهرمونية، فلا تجعليها تؤثر عليكِ نفسياً وتشغل بالك، فمن المهم عدم القلق بسبب البثور  وعدم الشعور بالحرج عند مواجهة الناس، حيث أن ما يؤثر في الآخرين هو الشخصية وليس الشكل وعليكِ الاطمئنان بأنها مشكلة مؤقته، وفي الغالب لا تستمر بعد سن 17 من العمر، ومع ذلك من المحبذ استشارة الطبيب .
  • نمو عظام الحوض واستدارة الوركين .
  • يزداد طولك ووزنك بشكل ملحوظ، وقد تشعرين في بعض الأحيان بالتعب أو الإرهاق والميل إلى التراخي ونقص الرغبة في العمل نتيجة لهذه التغيرات السريعة .
  • وقد تشعرين بفقدان الشهية في بعض الحالات، وتلاحظين آلاماً في المعدة، وتشعرين بالعصبية والقلق والصداع، وقد يكون المرض حيلة دفاعية للهروب من المسئوليات وقد يكون سببه عدم الاستقرار والقلق الناجم عن الفشل في الحياة العاطفية وكثرة النزاع العائلى وسوء التوافق في المدرسة .

علامات وتغيرات جسمية تحتاج إلى انتباه !!

قد تَبرُزُ علاماتٌ تحتاج إلى انتباه، فقد يتأخر أو يسبق البلوغ موعده الطبيعي نتيجة عوامل متنوعة، ويُصنّف وفق توقيت ظهوره إلى نوعين رئيسيين :  

  • البلوغ المبكر : يظهر عند الفتيات قبل سن الثامنة، بنسبة حالة واحدة لكل 5000 فتاة. تتشابه علاماته مع البلوغ الطبيعي (كظهور الثديين وبدء الدورة الشهرية)، إلا أنه يتميز بحدوثه في عمرٍ أبكر من المُتوقَّع .  
  • تأخر البلوغ : يُشخَّص عندما لا تظهر أي علامات بلوغ بحلول سن الثالثة عشرة، أو عند وجود فجوة زمنية تتجاوز ثلاث سنوات بين بدء نمو الثديين وحدوث الدورة الشهرية الأولى . وقد يعود السبب إلى خلل هرموني، أو عوامل وراثية، أو سوء التغذية، أو أسباب أخرى تستلزم مراجعة طبية فورية لإجراء الفحوصات التشخيصية .  

وقد تتأثر الفتيات اللاتي يبلغن مبكراً أو متأخراً فيملن إلى القلق والخجل والانعزال عن النشاط الاجتماعي وعن التفاعل مع الصديقات .

متلازمة تكيس المبايض

ومن ناحية أخرى، تُعد متلازمة تكيس المبايض من الاضطرابات الهرمونية الشائعة التي تترافق مع أعراض جسدية واضحة، مثل :  

  • نمو شعر زائد في الوجه والذقن وأجزاء مختلفة غير معتادة من الجسم .  
  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها وضعف الخصوبة .  
  • ظهور حب الشباب وزيادة غير مبررة في الوزن .  
  • تساقط الشعر أو ضعف كثافته في فروة الرأس .

هذه التغيرات تستوجب مراقبة طبية دقيقة لتحديد السبب الكامن ووضع خطة علاجية مناسبة .

كيف تتعاملين مع التغيرات ؟  

  • لا للخجل : تحدثي مع والدتك أو أختك الكبرى أو طبيبة نسائية عن أي تغيرات تشعرين بها .
  • اهتمي بنظافتكِ الشخصية، خاصةً خلال فترة الدورة الشهرية .
  •   تناولي غذاءً صحيًا ومتوازنًا، ومارسي الرياضة بانتظام .
  • لا تترددي في طلب المساعدة إذا كنتِ تشعرين بالقلق أو الحيرة أو لاحظتِ أعراضاً غير طبيعية مثل ألم شديد أو نزيف غزير .  

تذكري دائمًا .. 

 أن مرحلة البلوغ هي مرحلة طبيعية وجميلة. استمتعي بكل لحظة فيها واحتفلي بأنوثتكِ، فهي رحلة مليئة بالتغير والنمو. تذكري أنكِ قادرة على مواجهة كل ما يطرأ عليكِ وأنكِ في طريقكِ لتصبحين الأنثى الرائعة التي تسعين لتكونيها، فالبلوغ دليل على قوة جسدكِ وقدرته على النضج. تذكري أن كل فتاة لها رحلتها الخاصة، فلا تقارني نفسكِ بغيركِ. كوني فخورة بالتغيرات، واستعدي لاستقبال شبابكِ بابتسامة ووعي!

يتبع ..

في الجزء الثاني من المقال .. سنتناول الأثر النفسي والسلوكي للتغيرات الجسدية وكيف تتعاملين معها، وسنجيب على تساؤولات الفتيات حول ذلك .

سنناقش التعامل مع : الحساسية المفرطة، والمثالية، وتقبل الذات والهوية، وبعض الأدوات النفسية التطبيقية لتحويل القلق إلى قوة .


المراجع :

وزارة الصحة

كتاب علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة) للدكتور حامد زهران


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *