الملخص باللغة العربية
هدفت الدراسة إلى تصميم حقيبة تدريبية في تنمية تربية الفتاة لذاتها بمرحلة المراهقة ما بين سن 12 -21 سنة، ومن ثم الكشف عن أثر الحقيبة التدريبية، من خلال تطبيقها في دورة تدريبية على عينة من الفتيات.
وقد استخدمت الباحثة المنهج الوثائقي في تصميم الحقيبة التدريبية، والمنهج شبه التجريبي لقياس فاعليتها على مجموعة من الفتيات، بلغ عددهن (29) فتاة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أبرزها ما يلي :
- تصميم حقيبة تدريبية لتنمية التربية الذاتية للفتاة بمرحلة المراهقة ما بين سن 12 – 21 سنة، تكونت من ثلاث محاور ، هي :
- المقصود بمرحلة المراهقة عند الفتاة والتربية الذاتية
- التغيرات النمائية للفتاة في مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها
- أسس بناء شخصية المراهقة ومشكلات مرحلة المراهقة
- وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي استجابات الفتيات في الاختبار القبلي والبعدي، مما يدل على فاعلية الحقيبة التدريبية في تنمية التربية الذاتية للفتاة بمرحلة المراهقة ما بين سن 12 – 21 سنة؛ حيث جاء محور التغيرات النمائية للفتاة في مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها في المرتبة الأولى، ثم محور أسس بناء شخصية المراهقة ومشكلات مرحلة المراهقة في المرتبة الثانية، ثم المقصود بمرحلة المراهقة عند الفتاة والتربية الذاتية في المرتبة الثالثة.
الكلمات المفتاحية : الحقيبة التدريبية _ التربية الذاتية _ مرحلة المراهقة.
الملخص باللغة الإنجليزية
Abstract
The study aimed to design a training bag in the development of girls’ self-education at adolescence between the ages of 12 and 21, and then to detect the impact of the training bag, by applying it in a training course to a sample of girls.
The researcher used the documentary curriculum in designing the training bag, and the semi-experimental approach to measuring its effectiveness on a group of girls, numbering 29 girls, and the study reached a set of results, the most prominent of which were:
- A training bag for the development of self-education for teenage girls between the ages of 12 and 21, which was made up of three axes: adolescence in girls and self-education – developmental changes for teenage girls and ways of dealing with them – the foundations of the building of the personality of adolescence and the problems of adolescence.
- There are statistically significant differences between the average responses of girls in ( Before & after) test, indicating the effectiveness of the training bag in the development of self-education of adolescent girls between the ages of 12 and 21, where the axis of developmental changes for teenage girls and ways of dealing with them came first, then the foundations of the building of the personality of adolescence and the problems of adolescence. in the second place, and then the adolescence in girls and self-education in third place.
.Keywords: Training bag – self-education – adolescence
المقدمة :
مرحلة المراهقة مرحلة تحول في حياة الإنسان من مسؤولية الغير عن الذات إلى مسؤولية النفس والذات، يقول الزغبي (2013م، ص15) في ذلك : “ تعتبر المراهقة مرحلة انتقال من طفل يعتمد على الآخرين إلى شخص يحاول الاستقلال بذاته ويعتمد على نفسه مكوناً شخصيته المستقلة وصولاً به إلى سن الرشد وسن الكمال ”.
وينبه كل من عبد الكريم وخطاطبة والسكري والعلم (2019م) إلى أن مرحلة المراهق تعني التدرج نحو النضح الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، لكنها لا تعنى اكتمال النضج، لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ النضج ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عدة قد تصل إلى 10 سنوات.
لذا تحتاج المراهقة في هذه المرحلة إلى تعليم وتدريب على الانتقال السلس من مسؤولية الغير عن نفسه إلى مسؤوليته عن ذاته، وتتضح في سن المراهقة الخصائص والفروق الجنسية بين الذكر والأنثى بشكل واضح، مما يتطلب تعامل مختلف مع الذكر والأنثى في هذه المرحلة.
وقد أوصت دراسة هند عبد الغفار (2020م) بالاهتمام باحتياجات الفتيات المختلفة في مرحلة المراهقة من خلال التوسع في الاستراتيجيات الحديثة.
وقد شهد التعليم في المجتمعات الحديثة تغيرات عدة، فالتعليم اليوم يرتكز على استقلال الطلاب، وتطوير عنصر الإبداع فيهم، القدرة على التكيف السريع (Natalie, Zhanna, Julia , 2019).
وأصبحت برامج التدريب من الأساليب المساندة في بناء الذات وتطوير المعارف والمعلومات وتنمية المهارات، وقد اثبتت الدراسات فاعلية برامج التدريب في تنمية قدرات الفتاة ومهاراتها كدراسة لُبنى حامد ونادية خليل وإيمان الصافوري (2020م).
وهناك علاقة قوية بين عملية التدريب وعملية التعليم؛ فالتدريب يحتوي ويظم التعليم، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من المهارات والخبرات المساندة، التي تدعم إنتاج واستثمار المادة العلمية، لتتحول إلى خبرات ميدانية، قابلة للتنفيذ والإنتاج، فالمدرب يقوم بدور المعلم بالإضافة إلى مهارات أخرى؛ حيث تعد المادة العلمية عند المدرب جزء من المضامين المستعملة في عملية التدريب، ولا يخلو التدريب من محتوى علمي هو المحور الذي تدور حوله أدوات التدريب. (رضوان، 2013م).
وتعد الحقائب التدريبية أحد الأساليب الحديثة لتفريد التعليم، وتشكل نظاماً متكاملاً، يضم : أهداف محددة وأنشطة وخبرات تدريبية متنوعة وتقويم وتغذية راجعة. (عامر والمصري، 2019م)
وفي ظل الانفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي، ظهرت الحاجة إلى طرح عدد من المفاهيم المهمة كالتربية الدولية والتربية الذاتية (حسان وعسكر ومجاهد، 2017م)
ويشير مجاهد وزين (1999م) إلى أن (التربية الذاتية) أعم وأشمل من (التعلم الذاتي)؛ حيث يقتصر (التعلم الذاتي) على البحث عن المعرفة وتوظيفها، في حين (التربية الذاتية) تتسع لتشمل الجوانب الأخلاقية والسلوكية والخبرات الحياتية الأخرى.
ويمكن القول جزء من التربية الذاتية تعلم ذاتي، وبينهما علاقة تكاملية، فلا بد في (التربية الذاتية) من (التعلم الذاتي)، فمن أهم عناصر التربية الذاتية (التعلم الذاتي)، الذي يعد مكون مهم تنطلق من خلاله (التربية الذاتية) في صياغة الذات وبناء الشخصية.
وقد جاء من بين نتائج دراسة ربا النجار (2009م) أهمية التربية الذاتية في بناء الشخصية وتوجيهها وأصلحها، الذي بدوره ينعكس على المجتمع فيتجه نحو الإصلاح والبناء.
مشكلة البحث :
يمثل الشباب السعودي في الفئة العمرية (15-34 سنة) النسبة الأعلى بين السكان السعوديين، الذين يعتبرون ثروة وطنية بالمملكة العربية السعودية بنسبة بلغت (36.7%) من إجمالي عدد السكان، نسبت الإناث منها (49%). (مركز التحليل الإحصائي ودعم القرار، 2020م)، وقد بلغ عدد الإناث في الفئة العمرية (10-19 سنة) (2,474,854 ) نسمة (الهيئة العامة للإحصاء، 2020م).
وهي ثروة وطنية تحتاج إلى استثمار، كما أنها قوة بشرية في بناء المستقبل، ومما يجدر التنبيه عليه أن في مرحلة المراهقة عند الفتاة تبرز تحديات كثيرة تتطلب بناء خاص في المعرفة والمهارات، يبرز في مقدمتها التربية الذاتية التي أصبحت في عصرنا الحاضر ضرورة تربوية.
وقد أثبتت الأبحاث أهمية مرحلة المراهقة في تطوير الذات والتطور الموجه نحو الآخرين الذي يكمن ورائه العديد من المهارات الحيوية، ليصبح المراهق عضواً مساهماً في مجتمعه مع علاقات صحية، وبالنسبة للعلاقة بين التفكير في الذاتي والتفكير الموجه نحو الآخرين فإن الأدلة الحديثة من علم الأعصاب الاجتماعي تشير إلى أن التفكير في الذات والآخرين يعتمد على شبكة مشتركة من مناطق الدماغ الاجتماعي العاطفية، فهي عمليات متشابكة تعتمد على شبكة عصبية متداخلة.( Eveline and Andrew ،2020م)
وقد أوصت دارسة ربا النجار (2009م) بضرورة اهتمام التربويين بتوجيه النشء نحو التربية الذاتية، وإرشادهم إلى وسائلها الفاعلة.
ويشير مجاهد وزين (1999م) إلى نقطة مهمة وهي أن على المربي غرس التربية الذاتية في المتربي وتنميتها؛ حتى يصل الفرد إلى درجة اكتساب تربية نفسه بنفسه.
ويمكن القول التربية الذاتية تحتاج إلى تدرج في اكتسابها والتدريب على ممارستها وتعد الحقائب التدريبية إحدى الوسائل الحديثة في اكساب المهارات الحياتية وتطوير الذات.
وقد أشارت دراسة فارسي (2018م) إلى قلة المصنفات والدراسات التي اشتملت على تصور متكامل لملامح ومفهوم التربية الذاتية وتنميتها لدى الناشئة في ضوء منهج التربية الإسلامية.
في حين أوصت دراسة أمل القرني (2011م) بإجراء دراسة عن برنامج مقترح لتنمية التربية الذاتية واستخدام المنهج شبه التجريبي لمعرفة فعاليته.
لذا تسعى الدراسة الحالية إلى تصميم حقيبة تدريبية لتنمية التربية الذاتية لدى الفتاة في مرحلة المراهقة، وقياس فاعليتها، وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية :
أسئلة البحث :
تمثلت أسئلة الدراسة بما يلي :
ما مكونات حقيبة تدريبية في تنمية التربية الذاتية للفتاة في مرحلة المراهقة ؟
ويتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية :
- ما المقصود بمرحلة المراهقة عند الفتاة والتربية الذاتية ؟
- ما التغيرات النمائية للفتاة في مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها ؟
- ما أسس بناء شخصية الفتاة المراهقة ومشكلات مرحلة المراهقة ؟
- ما أثر الحقيبة التدريبية في تنمية التربية الذاتية للفتاة في مرحلة المرهقة ؟
فروض الدراسة :
في ضوء اسئلة الدراسة تم صياغة الفروض التالية :
- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي استجابات الفتيات في الاختبار القبلي والبعدي حول المقصود بمرحلة المراهقة عند الفتاة والتربية الذاتية.
- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي استجابات الفتيات في الاختبار القبلي والبعدي حول التغيرات النمائية للفتاة في مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها.
- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي استجابات الفتيات في الاختبار القبلي والبعدي حول أسس بناء شخصية المراهقة ومشكلات مرحلة المراهقة.
أهداف البحث :
هدفت الدراسة إلى تحقيق ما يلي :
- تصميم حقيبة تدريبية في تنمية تربية الفتاة لذاتها بمرحلة المرهقة ما بين سن 12-21 سنة.
- الكشف عن أثر الحقيبة التدريبية (التربية الذاتية للفتاة بمرحلة المراهقة ما بين سن 12-21سنة) من خلال تطبيقها في دورة تدريبية على عينة من الفتيات.
أهمية البحث :
- أهمية الدورات التدريبية، التي تساعد على تطوير واكتشاف الذات، وهذا ما أوصت به دراسة الزبيدي (2018م)، وتعد الحقائب التدريبية أسلوب جديد في التدريب أثبت فاعليته في التربية والتعليم، وأكدت عليها الكثير من الدراسات كدراسة بسيم وعلي (2019م) ودراسة أماني حسنين (219م).
- أهمية التربية الذاتية وتنميتها لدى الفتيات، وقد أوصت دراسة أمل القرني (2011م) بضرورة تنمية التربية الذاتية لدى الطالبات، وعقد دورات تدريبية في كيفية غرس التربية الذاتية لديهن.
- أهمية مرحلة المراهقة في بناء شخصية الفتاة؛ حيث تعد مرحلة المراهقة لدى الفتاة كما يشير العطار (2021م) مرحلة تكوين شخصيتها وتفاعلها مع المجتمع.
حدود البحث :
الحدود الموضوعية : تصميم حقيبة تدريبية في تنمية التربية الذاتية لدى الفتاة بمرحلة المراهقة ما بين 12-21سنة ومن ثم قياس فاعليتها بتطبيقها في دورة تدريبة على مجموعة من الفتيات.
الحدود الزمانية : طبقت الدورة التدريبية عام 1443هـ -2021م.
منهج الدراسة :
استخدمت الباحثة المنهج الوثائقي في تصميم الحقيبة التدريبية، والمنهج شبه التجريبي لقياس فاعليتها، وذلك وفق الخطوات التالية :
- قامت الباحثة بالالتحاق بدورة (إعداد مدربين) ودورة (تصميم حقائق تدريبيه)، تحت إشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومن ثم قامت بتصميم حقيبة تدريبية، باستخدام المنهج الوصفي الوثائقي، الذي يقوم كما يذكر العساف (1438هـ) على تشخيص الواقع من خلال استنباط الأدلة الكيفية التي تجيب عن أسئلة البحث من المصادر المعاصرة المرتبطة بمشكلة البحث.
- تتبع خطوات المنهج الشبه التجريبي، الذي يجملها العساف (1438هـ) بما يلي :
- تحديد المتغيرات الخارجية ذات العلاقة الموجبة بتأثير المتغير المستقل على المتغير التابع.
- ضبط المتغيرات الخارجية إما تثبيتها أو عزلها.
- اختيار عينة عشوائيا لإجراء التجربة.
- اختبار قبلي يقيس مدى معرفة عينة البحث بالمتغير التابع.
- تطبق التجربة أي تطبيق المتغير المستقل.
- اختبار بعدي أي إعادة تطبيق الاختبار القبلي بعد التجربة.
- قياس أثر المتغير المستقل وذلك بتحليل يقيس الفرق بين الاختبارين القبلي والبعدي.
للإطلاع على البحث كاملاً أضغط هنا